كتب احمد عسله
في زمنٍ صار النجاح فيه رفاهية أطلّ علينا الطالب مازن حسين أحمد السيد ابن محافظة الشرقية ليُعيد تعريف المستحيل فلا الإعاقة وقفت في طريقه ولا اليُتم كسر جناحه بل صنع من جراحه مجدا ومن دموعه طريقا إلى منصة الشرف بحصوله على المركز التاسع جمهوريا في امتحانات دبلوم الثانوي الفني للصم وضعاف السمع للعام الدراسي 2024/2025.
مازن… يتيم الأب، عائل الأسرة، حلاق بالنهار، وطالب مُتفوق بالليل
وُلد مازن وفي طريقه جراح مبكرة فقد والده صغيرا وتحمل مسؤولية أسرته على كتفيه وامتهن مهنة الحلاقة ليعول أمه وإخوته. لم ينتظر الشفقة ولم يتذمر من قسوة الواقع بل واجهها بكرامة وواصل دراسته رغم صعوبة السمع ليُثبت للجميع أن العزيمة لا تحتاج إلى صوت بل إلى قلب حيّ ونية صادقة.
الإعاقة لا تُعطل القادة… بل تصنعهم
مازن لم يكن مجرد طالب بل كان قائدا بالفطرة يُنظم الأنشطة يُشارك في البطولات ويصنع الحماس في قلوب زملائه. في مدرسته، لم يكن اسمه مقترنا بالإعاقة بل بالتميز والانضباط والإيجابية.
قيادات التعليم تشيد بمازن “هذا نموذج يجب أن يُدرّس”
أ. أمل البغدادي مدير إدارة التربية الخاصة عبّرت عن فخرها قائلة “مازن حكاية لا تُنسى… فتى جمع بين الجد والعمل والدراسة والمثابرة، وتفوّق وسط مَن لم يُواجهوا نصف ما واجهه. هو نموذج يجب أن يُدرّس.”
ومن جهته، قال الأستاذ نبيل عفيفي مدير مدرسة الأمل الفكرية للصم ببلبيس: “تربّى مازن بيننا شابًا محترمًا ومبادرًا وقياديًا. لم يخذلنا يومًا، وكان رمزًا للحركة والوعي والانتماء. نعتبره قدوة لكل زملائه.”
مازن… الفخر الذي لا يُشترى
د. أحمد عطية مدير عام التعليم العام، أكد في كلمته “أمثال مازن يُعيدون ثقتنا في أن مصر لا تزال تنجب أبطالًا حقيقيين. طالب من أصحاب الهمم، يتيم، يعمل ليعول أسرته، ويتفوق رغم ظروفه… هذا شرف لنا جميعًا.”
وزارة التربية والتعليم: سنظل سندًا لكل مقاتل في صمت
أ. دعاء زكريا مدير عام الشؤون التنفيذية، أضافت “مازن عنوان للكرامة وشاهد على أن اليد التي تعمل والعقل الذي يفكر قادران على هزيمة أي إعاقة. أتمنى من كل معلم وولي أمر أن يرى فيه مرآة لروح لا تُهزم.”
وأثنى أ. عبدالرحمن عبد اللطيف وكيل الوزارة قائلًا”هؤلاء هم الثروة الحقيقية. مازن يستحق التكريم والتقدير والدعم. نجاحه ليس فقط في درجاته، بل في رسالته النقية للمجتمع: لا حدود للحلم.”
الشرقية تنحني فخرا من أرضها خرجت المعجزة الصامتة
واختتم الدكتور محمد رمضان غريب، وكيل أول الوزارة، بقوله “مازن هو أحد الأبطال الحقيقيين الذين نراهم ولا نُسلّط عليهم الضوء بما يكفي. من المهم أن نُحيي قصصهم، ونُقدّمهم كنماذج للأجيال الجديدة. هذا الطالب ابن مصر ويستحق أن نقول له شكرًا لأنك جعلتنا نؤمن مجددًا.”
مازن… المعنى الحقيقي لـ “ذوي الهمم”
مازن لم يطلب شيئًا من أحد، لم يشتكِ من الفقد ولم يستسلم لإعاقته بل صار مثلًا حيًا بأن الإرادة وحدها يمكنها أن تخلق المعجزات. قصته ليست فقط للقراءة… بل للاستلهام وللتقدير ولأن تُروى في كل بيت ومدرسة..
🟦 بطاقة تعريف البطل مازن حسين أحمد السيد
الاسم الكامل مازن حسين أحمد السيد
المحافظة الشرقية – مركز بلبيس
المدرسة مدرسة الأمل الفكرية للصم وضعاف السمع
الشهادة دبلوم الثانوي الفني للصم وضعاف السمع
الترتيب على الجمهورية المركز التاسع
ظروفه الاجتماعية يتيم الأب – مسؤول عن أسرته
العمل اليومي يعمل حلاقًا بعد المدرسة لدعم أسرته
الصفات الشخصية قائد – مُنظّم – نشيط – محبوب – مثابر
المشاركات أنشطة مدرسية – بطولات رياضية – فعاليات مجتمعية
الحلم القادم أن يستكمل تعليمه العالي، ويُصبح صاحب مشروع ناجح
🟩 زملاؤه يتحدثون عنه… بكلمات تدمع لها العيون:
🔹 محمد عبد الله (زميل صفه) “مازن دايمًا بيشجعنا. عمره ما حسّس حد إنه مختلف… هو اللي كان بيساعدنا، ويضحّكنا، ويشيل معانا أي تعب.”
🔹 أحمد ياسر (أصغر منه بسنة)”اتعلمت من مازن إن الحياة ما بتمشيش بالشكوى، لكن بالإرادة. شُفته بيشتغل وبيتعب وبيرجع يذاكر… أنا فخور إنه أخويا الكبير.”
🔹 مُعلمة النشاط بالمدرسة “مازن كان أول طالب يدخل يطّمن على زمايله كل يوم. إنسان قبل أن يكون طالب، وده اللي خلى الكل يحبه.”





