في مشهد صادم يهزّ الضمير العربي ويمزّق ثوب العروبة، تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل مقاطع مصورة تُظهر رفع بعض أبناء الطائفة الدرزية في السويداء للعلم الإسرائيلي، احتفالًا بالعدوان الصهيوني الأخير على العاصمة السورية دمشق. مشهد لا يُمكن تصنيفه سوى بأنه طعنة في ظهر الوطن، وخيانة صريحة لدماء الشهداء الذين سقطوا على تراب سوريا من أجل كرامتها واستقلالها.
هل ماتت القيم؟ هل انقلبت المفاهيم؟
العدوان الإسرائيلي على سوريا ليس جديدًا، فهو يتكرر منذ سنوات تحت ذرائع واهية، ولكن الجديد والمثير للذهول أن يتحول الضحية إلى مهلّل للجلاد، وأن يُرفع علم الاحتلال في أرضٍ عربية عانت من ويلاته منذ النكسة والنكبة.
احتفال بالخراب.. واصطفاف مع القاتل!
الاحتفال الإسرائيلي داخل السويداء، أياً كانت دوافعه أو حججه، يُعد اصطفافًا مع المحتل الذي لا يفرّق في صواريخه بين درزي وسني وعلوي ومسيحي. الاحتلال لا يرى في سوريا سوى أرضًا يجب إخضاعها، وشعبًا يجب إذلاله، ومقدرات يجب نهبها.
سوريا واحدة.. والعدو واحد
لقد حاول العدو دائمًا اللعب على التناقضات الطائفية والمناطقية لتفتيت وحدة سوريا، واختراق نسيجها الوطني، ويبدو أن بعض ضعاف النفوس قد وقعوا في فخ الترويج له كـ”منقذ” أو “حامٍ”، متناسين أن من يحتل الجولان ويقصف دمشق لا يمكن أن يكون حليفًا أو صديقًا.
التاريخ لا يرحم.. ولن يغفر الشعب
من يرفع علم العدو اليوم، سيتنكر له الوطن غدًا، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، ولن يُمحى عار رفع راية الاحتلال عن جبين من ارتكبوه، مهما حاولوا التبرير أو الادعاء بالخصوصية.
الجيش العربي السوري، بجميع أطيافه ومكوناته، لا يزال يقاتل على الجبهات، ويذود عن تراب الوطن، في حين يسقط البعض في مستنقع الخيانة من بوابة “الخصوصية الطائفية” و”الاعتراض السياسي”.
خاتمة: لا تبرير للخيانة
من يفرح لدماء أبناء وطنه لا يستحق أن يُحسب عليه. ومن يرى في عدو الأمس واليوم نصيرًا، فقد باع نفسه للشيطان بثمنٍ بخس. ما حدث في السويداء ليس مجرد تصرف فردي، بل ناقوس خطر يجب على الدولة السورية والمجتمع أن يتوقف أمامه بجدية، ليعيد ضبط البوصلة قبل أن تضل الطريق إلى الأبد..