كتب أحمد عسله
أكد النائب أحمد عبدالجواد، الأمين العام لحزب مستقبل وطن ونائب أول رئيس الحزب، أن المرحلة السياسية الراهنة تتطلب من الجميع تغليب المصلحة العليا للدولة على أي مصالح ضيقة، مشددًا على أن الحزب يسير بثبات على نهج «المشاركة لا المغالبة»، إيمانًا منه بأن الوطن لا يُبنى بالانفراد، وإنما بالعمل الجماعي والتكامل بين القوى الوطنية.
وأوضح «عبدالجواد» خلال كلمته في الاجتماع النهائي لأحزاب القائمة الوطنية من أجل مصر استعدادًا لخوض انتخابات مجلس النواب، أن الحزب ينطلق في مواقفه من ثلاثة أهداف وطنية رئيسية تمثل إطارًا عامًا للحوار والتنسيق بين جميع الأحزاب المشاركة، مؤكدًا أن الهدف الأول هو الاصطفاف الكامل خلف مؤسسات الدولة المصرية وقيادتها السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حفاظًا على أمن الوطن واستقراره ومقدراته، في ظل ما يشهده العالم من متغيرات إقليمية ودولية معقدة.
وأشار أمين عام الحزب إلى أن الهدف الثاني يتمثل في الالتزام بالمعايير التي تم التوافق عليها في اختيار المرشحين، وهي الكفاءة، والنزاهة، والشعبية، والقدرة على أداء الدور النيابي، مضيفًا أن هذه المعايير ليست شعارات، وإنما التزام عملي يعكس صورة الدولة المصرية الحديثة التي تسعى إلى برلمان قوي يعبر عن الشعب بكفاءة ووعي.
أما الهدف الثالث ـ بحسب عبدالجواد ـ فهو مبدأ المشاركة لا المغالبة، وهو المبدأ الذي تبناه الحزب منذ انتخابات مجلس الشيوخ الماضية وما زال متمسكًا به حتى اليوم، إيمانًا بأن النجاح الحقيقي هو نجاح المشهد السياسي المصري كله، وليس نجاح حزب بعينه، فالمغزى الأسمى هو الحفاظ على حالة الاصطفاف الوطني، واستمرار الثقة المتبادلة بين الأحزاب في ظل قيادة واعية تؤمن بالتعددية السياسية كضمانة للاستقرار.
وأضاف الامين العام و نائب اول رئيس الحزب أن مستقبل وطن يحرص دائمًا على أن تكون تحركاته السياسية نابعة من الوعي الوطني لا الحسابات الحزبية، معتبرًا أن الدولة في هذه المرحلة الحساسة بحاجة إلى تكاتف كل القوى السياسية تحت مظلة واحدة، من أجل تحقيق أهداف التنمية والاستقرار، مؤكدًا أن الحزب لم ولن يتردد في تقديم كل ما يلزم لتوحيد الجبهة الداخلية وتقوية مؤسسات الدولة.
وقال عبدالجواد: «نحن نؤمن أن السياسة ليست صراعًا على المقاعد، بل مسؤولية أمام الوطن والمواطن. وكل نجاح يحققه أي حزب وطني داخل القائمة هو في النهاية نجاح للدولة المصرية».
وشدد على أن القائمة الوطنية من أجل مصر تجسد حالة من الوعي الجمعي والاتفاق على الثوابت الوطنية، وهو ما يؤكد أن التجربة السياسية المصرية تسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ حياة حزبية راقية تقوم على الحوار والتعاون.
وشهد الاجتماع حضورًا مكثفًا لقيادات وممثلي الأحزاب المشاركة في القائمة، من بينهم أحزاب: مستقبل وطن، حماة الوطن، الجبهة الوطنية، المصري الديمقراطي الاجتماعي، الشعب الجمهوري، المؤتمر، الوفد، الإصلاح والتنمية، العدل، التجمع، الحرية المصري، وإرادة جيل، إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
كما حضر اللقاء عدد من الشخصيات العامة، أبرزهم النائب أحمد عبدالجواد، والدكتور هيثم الشيخ ممثلًا عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، واللواء أحمد العوضي ممثلًا عن حزب حماة الوطن، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومحمد فؤاد ممثلًا عن حزب العدل.
القائمة الوطنية رسالة دعم للدولة ومثال في الوعي السياسي
تمثل القائمة الوطنية من أجل مصر ـ كما يؤكد النائب أحمد عبدالجواد ـ حالة فريدة من التوافق الوطني في تاريخ الحياة السياسية الحديثة، حيث جمعت تحت مظلتها أحزابًا ذات خلفيات فكرية مختلفة، لكن يجمعها هدف واحد هو دعم الدولة المصرية وتعزيز استقرارها في مواجهة التحديات.
ويُعد هذا النموذج مثالًا راقيًا على أن الخلاف في الرأي لا يُفسد للولاء للوطن قضية، وأن مصر قادرة على تحويل التنوع السياسي إلى طاقة إيجابية تدعم الدولة لا تهددها.
كما أن تمسك حزب مستقبل وطن بمبدأ المشاركة لا المغالبة يعكس نضجًا سياسيًا ووعيًا وطنيًا متقدمًا، إذ يدرك الحزب أن تحقيق التوازن بين الطموح الحزبي والمصلحة الوطنية هو عنوان الحكمة السياسية في هذه المرحلة.
وبذلك، يُثبت الحزب بقيادة قياداته الواعية، وفي مقدمتهم النائب أحمد عبدالجواد، أن السياسة يمكن أن تكون أداة للبناء لا للهدم، وأن التحالف من أجل الوطن هو أعظم إنجاز سياسي يمكن أن يُقدَّم لمصر اليوم.