كتب احمد عسله
في مشهد سيظل علامة مضيئة في تاريخ العمل النقابي بمحافظة الشرقية شهدت نقابة الأطباء أمس يوماً انتخابياً استثنائياً بكل المقاييس اجتمع فيه الإقبال الكبير والتنظيم المحكم والروح الرفيعة التي ميزت أطباء الشرقية ليضربوا مثالًا يحتذى به في ممارسة ديمقراطية واعية وراقية، جعلت الجميع يشهد بأن النقابة كانت بالفعل على موعد مع يوم من أنبل أيامها.
منذ الساعات الأولى لصباح يوم الانتخابات تدفق الأطباء من مختلف مراكز المحافظة إلى مقر النقابة بمدينة الزقازيق وسط مشهد مهيب يجسد وعي أبناء المهنة وحرصهم على المشاركة الفعالة في صنع مستقبل نقابتهم واختيار من يمثلهم في المرحلة القادمة.
ازدحمت اللجان بالمشاركين وتصدرت الابتسامة وجوه الجميع فالهدف واحد والمقصد نبيل نقابة قوية وخدمة راقية وصوت حر للطبيب.
د صفوت..اليوم صفحة جديدة في تاريخ النقابة
أكد الدكتور خالد صفوت نقيب الأطباء بالشرقية أن ما شهده مقر النقابة من حضور وتنظيم ووعي هو يوم نقابي مشرف بكل تفاصيله موضحًا أن المشاركة الكثيفة من أطباء الشرقية هي أعظم رسالة يمكن أن تُوجَّه للمجتمع، عنوانها أن الطبيب المصري مازال في قلب الوطن، وفي مقدمة الصفوف دفاعًا عن المهنة والكرامة والحق.
أضاف صفوت اليوم لم يكن مجرد انتخابات بل كان احتفالًا بالانتماء وتأكيدًا على أن العمل النقابي ما زال حيًا وقادرًا على أن يكون صوت الطبيب ودرعه وسنده.
أشار إلى أن العملية الانتخابية سارت في أجواء من الانضباط الكامل والشفافية التامة بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء المجلس واللجنة المنظمة والعاملون بالنقابة، مقدمًا خالص تقديره لكل من ساهم في هذا النجاح الباهر.
تنظيم محكم وجهود استثنائية
وجه النقيب الشكر والتقدير إلى اللجنة المنظمة وعلى رأسها
أ.د. عاطف جودة وكيل النقابة وصاحب البصمة الإدارية الهادئة التي ضمنت سلاسة العملية الانتخابية.
د. غادة شويخ عضو مجلس النقابة، التي أشرفت على المتابعة الميدانية داخل اللجان بكل دقة وحرفية.
د. محمد عبد العزيز عضو مجلس النقابة الذي كان حاضرًا في كل تفاصيل اليوم من بدايته حتى إعلان النتائج.
والأستاذ إبراهيم سميرمدير عام النقابة الذي وصفه الجميع بـ”دينامو النقابة” لما يبذله من جهد متواصل في كل الأنشطة النقابية دون كلل أو ملل.
كما أعرب عن امتنانه للسادة المستشارين المشرفين على العملية الانتخابية لما أبدوه من انضباط ومهنية ووجّه الشكر لقيادات مديرية أمن الشرقية التي قامت بدور متميز في تأمين اليوم الانتخابي وتسهيل حركة الدخول والخروج، حفاظًا على النظام وسلامة الجميع.
لم ينسَ د.صفوت الإشادة بموظفي النقابة الذين عملوا منذ الفجر بروح الفريق الواحد ليخرج اليوم بصورة حضارية مشرفة.
فوز مستحق وثقة غالية
أسفرت نتائج الانتخابات عن فوز كل من
أ.د. وسام عمرو
د. محمد نور الدين
د. أحمد السيسي
د. محمود رمضان
أما على مستوى شرق الدلتا فقد حصد الدكتور أيمن سالم المقعد بعد منافسة قوية شهدت تقديرًا كبيرًا له من زملائه لما يتمتع به من خبرة نقابية راسخة وسيرة مهنية مشرفة ورؤية تطويرية واضحة تهدف إلى إعادة صياغة العلاقة بين الطبيب والنقابة بشكل أكثر قوة وفاعلية.
لاقت نتيجة فوز د. أيمن سالم ترحيبا واسعا بين الأطباء باعتباره من الوجوه النقابية التي تمتلك فكرا مغايرا ورؤية إصلاحية تقوم على مبدأ “النقابة بيت الطبيب وليست مجرد مؤسسة إدارية”.
أجواء انتخابية مثالية وروح واحدة
شهد اليوم الانتخابي حضورا مكثفا من مختلف الأجيال والتخصصات الطبية، من الأطباء الشباب وحتى الرموز الكبيرة، في مشهد اتفق الجميع على وصفه بأنه “عرس ديمقراطي حقيقي”.
تبادل المرشحون التهاني بروح رياضية والتقطوا الصور معًا بعد إعلان النتائج لتؤكد الصورة أن الخلاف في المنافسة لا يفسد الود في الزمالة وأن نقابة الأطباء تبقى دائمًا نموذجًا للوحدة المهنية والتنوع الإيجابي.
مجلس جديد ورؤية للمستقبل
في كلمته عقب إعلان النتائج أكد د. خالد صفوت أن المجلس الجديد بعد اكتماله سيبدأ فورًا مرحلة جديدة من العمل المكثف تهدف إلى
تطوير منظومة التدريب والتعليم الطبي المستمر.
تحسين الخدمات الاجتماعية والتأمينية المقدمة للأطباء.
دعم شباب الأطباء في مواجهة التحديات المهنية.
تعزيز التواصل مع النقابات الفرعية والمراكز الطبية في مختلف المدن.
أوضح أن النقابة بصدد إطلاق مجموعة من المبادرات لتخفيف الأعباء عن الأطباء تشمل دعم الإسكان الطبي وتوسيع شبكة الرعاية الصحية للأعضاء، وتفعيل الصندوق الاجتماعي للطوارئ فضلًا عن برامج تكريم للأطباء المتميزين والمحالين على المعاش.
أضاف نريد نقابة قريبة من أعضائها تسمعهم وتساندهم لا نقابة أوراق وأختام بل نقابة حياة وعمل وتأثير.
شهادة للتاريخ
قال العديد من المشاركين إن انتخابات هذا العام تُعد من أنجح الانتخابات في تاريخ نقابة الشرقية سواء من حيث التنظيم أو المشاركة أو مستوى المنافسة فقد اجتمع في هذا اليوم ثلاثة عناصر لا تلتقي كثيرًا الروح والوعي والاحترام.
تحدث بعض الأطباء المشاركين عن شعورهم بالفخر لأنهم رأوا نقابتهم تعمل بروح مؤسسية حقيقية وأكدوا أن ما حدث يجب أن يُكتب في سجل الشرف النقابي وأن ما قدمته اللجنة المنظمة يستحق التكريم والتقدير.
في الختام
اختتم نقيب أطباء الشرقية حديثه قائلا كل من شارك اليوم فائز لأن الفائز الحقيقي هو النقابة التي أثبتت أنها كيان حيّ نابض بالعطاء والانتماء شكرًا لكل من أدلى بصوته وشكرا لكل من خدم زملاءه في هذا اليوم وموعدنا مع مرحلة جديدة من البناء والتعاون يداً بيد لخدمة الطبيب والمريض والوطن.”
هكذا طوى أطباء الشرقية صفحة انتخابية مشرقة ستبقى عنوانا للانضباط والعطاء يوم اجتمع فيه الجميع على كلمة واحدة أن الطبيب حين يختار يختار الوطن والمهنة والضمير.








