كتب احمد عسله
شهدت محافظة الشرقية خلال الأيام الأخيرة حراكا انتخابيا متسارعا بعد سلسلة من الأحكام الصادرة عن محكمة القضاء الإداري بالزقازيق برئاسة المستشار أحمد سماحة والتي أحدثت تغييرات ملموسة في قوائم المرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب 2025 على النظام الفردي.
فقد قضت المحكمة باستبعاد أحد المرشحين بدائرة أبو حماد من كشوف المقبولين بعد ثبوت صدور حكم نهائي ضده في قضية تمنعه من ممارسة حق الترشح وفقًا للقانون، في الوقت الذي أصدرت فيه المحكمة ذاتها حكمًا آخر بإعادة إدراج مرشح عن دائرة الحسينية بعد أن تم استبعاده في وقت سابق بدعوى عدم تقديم شهادة الخدمة العسكرية، ليتبين للمحكمة أن المستند كان مرفقًا بالفعل ضمن أوراقه الرسمية.
مشهد متغير على مدار الساعة
لم تتوقف التطورات عند هذا الحد، إذ تنظر المحكمة خلال الساعات المقبلة مجموعة جديدة من الطعون المقدمة من مرشحين في دوائر فاقوس وديرب نجم والزقازيق، تتعلق بعضها بأخطاء في إجراءات القيد أو الطعون في سلامة المستندات، ما يجعل خريطة السباق في المحافظة عرضة للتعديل في أي لحظة، مع اقتراب إعلان الكشوف النهائية من قبل اللجنة العليا للانتخابات.
الشرقية.. ساحة منافسة حقيقية
وتُعد الشرقية من أكثر المحافظات سخونة في هذا الموسم الانتخابي، إذ يخوض السباق 266 مرشحًا على 21 مقعدًا بالنظام الفردي، يتوزعون على تسع دوائر انتخابية تشمل:
الزقازيق، منيا القمح، بلبيس، العاشر من رمضان، أبو حماد، ديرب نجم، أبو كبير، فاقوس، كفر صقر، والحسينية.
وتشهد بعض الدوائر – وعلى رأسها الزقازيق والعاشر من رمضان وأبو حماد – منافسة قوية بين رموز حزبية ومرشحين مستقلين يتمتعون بقاعدة جماهيرية واسعة، بينما تتجه دوائر أخرى مثل كفر صقر وديرب نجم إلى منافسات أكثر هدوءًا لكنها لا تخلو من المفاجآت.
الأحزاب تُعيد ترتيب أوراقها
في المقابل كثفت الأحزاب السياسية الكبرى – وعلى رأسها مستقبل وطن الشعب الجمهوري مصر الحديثة الوفد المؤتمر وحماة وطن – من اجتماعاتها الداخلية لمراجعة الموقف بعد صدور أحكام القضاء الإداري، تحسبًا لأي تغييرات قد تمس قوائم مرشحيها في الأيام المقبلة.
تشير الكواليس إلى أن بعض الدوائر قد تشهد انسحابات أو تحالفات غير معلنة بين المرشحين لتقليص فرص التشتت وضمان توحيد الأصوات.
ما بين الحسم والمفاجآت
ويرى مراقبون أن مشهد الطعون الحالي يعكس حيوية التجربة الانتخابية وحرص القضاء على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المرشحين، فيما يترقب الشارع الشرقي الإعلان الرسمي عن الرموز الانتخابية تمهيدًا لانطلاق الدعاية خلال الأيام القادمة، وسط أجواء مشحونة بالحماس والترقب.
وجهة نظر بقلم احمد عسله
الشرقية الآن ليست مجرد ساحة انتخابية بل مرآة حقيقية للمشهد السياسي في مصر كلها.
فهنا تتقاطع إرادة الأحزاب مع نبض الشارع ويقف القضاء الإداري كصمام أمان يضمن أن تكون المنافسة نزيهة وأن لا يُقصى أحد بغير وجه حق ولا يُقبل من فقد شرطا من شروط الثقة والجدارة.
السباق لم يبدأ بعد لكن ملامحه ترسمها الطعون والأحكام والقرارات التي تُعيد كل يوم ترتيب الأوراق من جديد.
ومن يفهم لغة الأرض في الشرقية يدرك أن الكلمة الأخيرة دائمًا تكون للناس… لا للضجيج ولا للشعارات ولا للقبائل.







