كتب احمد عسله
في حياة كل إنسان تمر وجوه كثيرة لكن قلة قليلة هي التي تترك أثرًا لا يزول مهما مرّ الزمن..
من بين هؤلاء الذين سكنوا القلب والعقل معا سيظل اسم الأستاذ خالد إسماعيل شحاتة محفورا في الذاكرة والوجدان نموذجا للإنسان العظيم والمربي الفاضل والصديق النبيل الذي جمع بين العلم والتواضع، وبين العطاء والحب الصادق.
رجل كبير بتواضعه لا بموقعه
رغم مكانته الرفيعة كموجه كبير لمادة الاحياء إلا أن تواضعه كان يسبق خطواته دائما وابتسامته كانت تفتح القلوب قبل العقول.
أحبني كأخ ووقف بجانبي في بداياتي الصحفية بكل ما يملك من وقت وجهد وإخلاص لا ينتظر شكرا ولا جزاء بل كان يرى في خدمتي واجبا نابعا من محبته وإيثاره.
يسير معي ويصورني بلا تكلّف ولا مَنّ
لن أنسى أيامنا معا في القرى والمصالح الحكومية عندما كنت أعدّ تقاريري وتحقيقاتي لجريدة “المساء” وكان — رغم منصبه ومكانته — يصرّ أن يرافقني بنفسه يحمل الكاميرا ويوثّق لقاءاتي مع المسؤولين وكأن النجاح نجاحه هو.
أي تواضع هذا؟ وأي قلب يسكنه هذا القدر من النبل؟
رحيل موجع وأثر باقٍ لا يزول
رحل الأستاذ خالد عن دنيانا في عام 2022 لكن ذكراه لم ترحل أبدا كلما التقيت أحد أبنائه أو أحفاده اشعر بأن ملامحه لا تزال بيننا وأن روحه الطيبة تحرسنا من بعيد.
ولقد سعدت مؤخرا برؤية حفيدته من نجله الأستاذ محمد في فرح الدكتور أمير ابن أخي الراحل فتحي قطب عسله وكأن القدر أراد أن يُعيد لي لحظة دفء من حضوره الغائب.
كلمات ابنه التي هزّت القلب
عبر نجله الأستاذ محمد عن حزنه العميق في كلمات تمسّ القلب حين كتب “وكأنني أغلقت عيني من حرقة الدمع، وعندما فتحتها لم ترحل الظلمة، ولم أعد أبصر بعدها.”
“لا عز كعز الأب ولا دلال بعد دلاله.”
كلمات تختصر وجع الفقد وتُجسّد معنى الأبوة التي لا يُعوّض غيابها شيء.
وداعا أيها الغالي يا من كنت الأخ والصديق
رحمك الله يااستاذ خالد يا من كنت لي أخا وسندا وصديقا لا يُقدر بثمن.
كنت نادرا في إخلاصك صادقا في عطائك كبيرا في قيمك وإنسانيتك.
ولا عزّ بعد عزّك ولا وفاء بعدك.
رحمك الله رحمةً واسعة وجعل مثواك الجنة وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون








