كتب احمد عسله
في لوحة من الإخلاص والوفاء والانتماء تستعد قرية الحصوة التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية لاستقبال أحد أهم الأحداث الدينية والتعليمية بالمحافظة حيث يجري الإعداد لافتتاح معهد الحصوة الديني للفتيات وهو صرح أزهري جديد ينضم إلى منظومة التعليم الديني الشريف في افتتاح مرتقب يشرفه المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية وفضيلة الدكتور السيد الجنيدي وكيل المنطقة الأزهرية بالمحافظة وعدد كبير من القيادات التنفيذية والدينية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والرموز الشعبية والمجتمعية بالمنطقة.
وفي مشهد يعكس روح التكافل والعطاء وجّه الأستاذ صلاح الشيخ رئيس مجلس إدارة جمعية الخير للتنمية بالحصوة بمركز أبو كبير الدعوة إلى القيادات التنفيذية والشعبية وأبناء القرية ومحبي العمل الخيري لحضور افتتاح معهد الحصوة الديني للفتيات والمقرر إقامته خلال الأيام القليلة القادمة بحضور المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية وفضيلة الدكتور السيد الجنيدي وكيل المنطقة الأزهرية بالشرقية وعدد من القيادات الدينية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني.
أكد الشيخ أن الجمعية نجحت بفضل الله أولا ثم بفضل جهود ومساهمات أهل الخير داخل القرية وخارجها في تشييد صرح إسلامي تربوي وتعليمي متكامل يضم خمسة طوابق تحتوي على ثلاثة معاهد أزهرية لخدمة أبناء وبنات المنطقة مشيرا إلى أن هذا المجمع الكبير تم افتتاحه منذ نحو عشرين عاما وأصبح منارة علم ودين تخرج منها أجيال تسلحوا بالعلم والخلق الأزهري الأصي
قال الأستاذ صلاح الشيخ رئيس مجلس إدارة جمعية الخير للتنمية بالحصوة إن الافتتاح القادم هو تتويج لمسيرة طويلة من العطاء بدأت منذ أكثر من عشرين عاما حينما وضعت الجمعية لبنة أول مجمع أزهري متكامل يضم ثلاثة معاهد لخدمة أبناء القرية والقرى المجاورة وأصبح منذ ذلك الحين منارة علم ودين وبيتا خرجت من رحمه أجيال واجيال من الطلاب والطالبات الذين نشروا قيم الوسطية والاعتدال في كل مكان.
أضاف الشيخ أن الجمعية واصلت رسالتها التربوية وبدأت منذ عشر سنوات في تشييد معهد ديني خاص بالفتيات ليكتمل عقد التعليم الأزهري في القرية موضحا أن المشروع تم بالكامل بالجهود الذاتية ومن تبرعات أهل الخير من داخل القرية وخارجها وبإشراف مباشر من الإدارة الهندسية بالأزهر الشريف حتى جرى الانتهاء من أعمال البناء والتشطيب وتسليمه رسميا للأزهر الشريف الذي بدأ تشغيله هذا العام.
صرح من طابقين بتكلفة تجاوزت خمسة ملايين جنيه
أوضح رئيس الجمعية أن المعهد الجديد يتكون من دورين كاملين جُهّزا طبقا لأعلى المعايير الفنية والتعليمية ليستوعبا مئات الطالبات من مختلف المراحل الأزهرية بتكلفة تقترب من خمسة ملايين جنيه جميعها ناتجة عن تبرعات ومساهمات مجتمعية خالصة في ملحمة تضامن شعبي قلّما تتكرر.
كما ثمَّن الشيخ دعم الأزهر الشريف للمشروع من خلال إقامة سور كامل حول المجمع الأزهري على نفقته الخاصة ما يعكس مدى اهتمام الأزهر بمؤسساته التعليمية في المحافظات ويؤكد التعاون البنّاء بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني لخدمة التعليم الديني والهوية الوطنية.
العمل الجماعي أساس النجاح
أشار الأستاذ صلاح الشيخ إلى أن جمعية الخير للتنمية بالحصوة منذ تأسيسها عام 2007 برقم قيد 1772 تبنت رؤية واضحة في العمل التنموي الشامل ترتكز على مبدأ “العمل الجماعي من أجل خدمة المجتمع” مؤكدًا أن الجمعية تعد نموذجا وطنيا ناجحا للجمعيات الأهلية التي تعمل بصدق وشفافية تحت مظلة الدولة المصرية.
مشروعات تنموية متكاملة لخدمة الفقراء
أكد الشيخ أن أنشطة الجمعية لا تتوقف عند حدود التعليم بل تمتد لتشمل خدمات اجتماعية وصحية وتنموية متكاملة حيث نجحت الجمعية في بناء قرية متكاملة تضم 40 منزلا تم تشطيبها وتسليمها للأسر الفقيرة بالكامل إضافة إلى تنفيذ 120 مشروعا صغيرا منحتها الجمعية للأسر الأولى بالرعاية كمساعدات لا تُرد لتوفير مصدر دخل دائم يعزز استقرار الأسرة.
أشار إلى أن فريق الجمعية يقوم بمتابعة تلك المشروعات ميدانيا بشكل دوري لتقييم الأداء وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لاستمرارها وتوسعها مؤكدا أن تلك المشروعات ساهمت في تغيير واقع عشرات الأسر ورفع مستوى المعيشة داخل نطاق القرية.
مياه نظيفة وبيوت عامرة
في إطار اهتمام الجمعية بالبنية التحتية والخدمات الأساسية تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لتوصيل المياه إلى 106 أسر من الأسر المحرومة في القرى التابعة للجمعية خلال عامي 2024 و2025 ضمن خطة متكاملة لتحسين الخدمات ورفع المعاناة عن المواطنين في الريف.
التعليم الأزهري نور يهدي القلوب
أكد الشيخ أن المعاهد الأزهرية الثلاثة التابعة للجمعية تمثل منارات مضيئة في محيطها تنشر العلم والدين الصحيح وتغرس في الطلاب القيم الإسلامية السمحة ومبادئ الانتماء للوطن موضحا أن الجمعية تعتبر التعليم الأزهري من أهم ركائز بناء الإنسان المصري الواعي والمستنير.
دور بيئي ومجتمعي رائد
لم يقتصر دور الأستاذ صلاح الشيخ على العمل المحلي فحسب بل يمتد إلى المستوى القومي حيث يشغل عضوية مجلس إدارة الاتحاد العام للبيئة بالقاهرة ويساهم من خلاله في مبادرات لرفع الوعي البيئي وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية ودعم خطط التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة المصرية.
شراكة الدولة والمجتمع طريق المستقبل
اختتم رئيس الجمعية تصريحاته بالتأكيد على أن ما تحقق من إنجازات على أرض الحصوة هو ثمرة تعاون صادق بين أبناء القرية والأزهر الشريف والجهات التنفيذية في ظل رعاية الدولة واهتمام القيادة السياسية بدعم التعليم الديني وبناء الإنسان المصري مشيرًا إلى أن الجمعية تضع على أجندتها المرحلة المقبلة مشروعات جديدة في مجالات الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي، لخدمة أكبر عدد من الأسر المحتاجة.
وختم الشيخ حديثه قائلا ما أنجزناه ليس مجرد مبانٍ من طوب وأسمنت بل قلاع علم وإيمان خرجت وستخرج أجيالا تحفظ القرآن وتفهم الدين وتحب الوطن وهذه رسالتنا التي سنواصلها ما حيينا.








