أنا هاحكى لحضراتكم الحكاية من أولها علشان نفهم ليه العالم كله بدأ يبص للإمارات النهارده على إنها مش مجرد دولة غنية لكن “غرفة عمليات سوداء” بتدير صفقات الدم والسلاح وبتتاجر بالبشر زي ما بيتاجروا بالنفط والذهب.
القصة بدأت من السودان من دارفور تحديدا من “الفاشر” اللي اتحولت لجحيم على الأرض.
ففي وقت الكل كان بيبص فيه على الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع كانت فيه طيارات غريبة بتدخل وتخرج من شرق ليبيا للسودان طيارات بدون شعار لكن العالم كله عارف مصدرها.
الإمارااات
الطيران دا ماكنش بينقل لا دقيق ولا دواء
دا كان بينقل “مرتزقة” من كولومبيا ونيجيريا ودول تانية رايحين يقاتلوا هناك بفلوس الخليج وبالذات فلوس بن زايد.
القصة بدأت تتفضح لما الجيش السوداني وقع واحدة من الطيارات دي واللي حصل بعدها كان زي انفجار الحقيقة في وش العالم.
المرتزقة اللي اتمسكوا اعترفوا.
واحد منهم قالها بالحرف جينا نحمي أمن الإمارات لكننا بنموت لوحدنا هنا
الجملة دي لوحدها كانت كفيلة تعمل زلزال سياسي لأن معناها ببساطة ان الإمارات بتستأجر ناس يقاتلوا عنها في حروبها القذرة بتخوض حروبها بالوكالة بفلوسها وبمرتزقة العالم الثالث.
العالم كله وقتها سمع الكلام الأمم المتحدة اتكلمت كولومبيا فتحت عينها لكن محمد بن زايد عمل اللي بيعرف يعمله كويس:أنكر وانكر وقال كالعادة دي حملات لتشويه الإمارات..
وسكتت الدنيا شوية لكن قبل ما تنام القضية قامت تاني بس المرة دي أوسخ من قبلها.
مرزق تاني — كولومبي برضه — ظهر وقال نفس الكلام تقريبا بس زود حتة صغيرة جدا خلت الدنيا تقوم قال بالحرف نحن نحارب من أجلهم لكنهم لا يهتمون بنا حتى الأطباء لا ينشغلون بنا ..
جملة عادية؟ لأ، دي قنبلة.
لأن معناها إن فيه “أطباء” جايين معاهم مش علشان يداووا الجرحى لكن علشان “يشتغلوا في حاجة تانية”وهنا بدأت الخيوط تتجمع.
فاكرين حضراتكم لما كان في تقارير بتقول إن ميليشيا الدعم السريع اقتحمت مشرحة في الفاشر وخدت جثث حديثة الوفاة؟
وقتها الناس قالت شائعات لكن لما نربط دا بكلام المرتزق نفهم إن “الأطباء” دول كان ليهم مهمة تانية خالص وهى نقل الأعضاء البشرية.
الموضوع مش هزار دا بيتكلم عن تجارة أعضاء وسط حرب عن جثث بتتسحب من المستشفيات وبتتقطع وبتتباع وعن طيارات طالعة من السودان وداخلة الإمارات وليبيا بعدد زاد من ٢٠ رحلة في الشهر إلى ٦٨ رحلة في شهر واحد!
لييييه؟
هو السلاح محتاج كل يوم طيارة؟ ولا في “حمولة” تانية محتاجة تتنقل بسرعة قبل ما تفسد؟ هنا كانت البداية الحقيقية للكارثة.
الصحف العالمية بدأت تتحرك.
“ميدل إيست آي” البريطانية نشرت وثائق عن تضاعف عدد الرحلات الجوية.
“الجارديان” فتحت ملف المرتزقة الكولومبيين وبريطانيا نفسها — اللي كانت شريكة في تسليح الميليشيات — طلعت تقول “احنا ماكناش نعرف الإمارات هي اللي كانت بتدفع”.
يعني الكل بدأ يخلع من الفضيحة.
لكن المفاجأة الكبرى كانت من رئيس كولومبيا نفسه “غوستافو بيترو”الراجل دا طلع وقال كلمة التاريخ هيفضل يكتبها وهى استخدام بعض مواطنينا كمرتزقة في السودان هو استغلال وظلم يرسلون شبابنا للموت المجاني في صراعات لا تخصهم إنهم يتاجرون بالبشر وسأفتح تحقيقا دوليا إن لم تتوقف تلك الدول عن استغلال شباب كولومبيا وختم كلامه بجملة خلت العالم كله يسقف ما يحدث في الفاشر إبادة جماعية وهناك مافيا في دبي وروما تدير هذا كله.
هنا بقى “الورطة” بقيت كاملة الدسم.
مش مجرد “اتهام” من صحيفة.
دي دولة بتقول رسميا إن الإمارات بتاجر بالبشر وبتستخدم شبابها كوقود لحروبها.
وفوق دا كله العالم لسه فاكر إن الإمارات كانت بتمول مليشيات في ليبيا واليمن وإنها قبل كدا كانت طرفا في فضائح سلاح بطرق ملتوية يعني الصورة مش جديدة لكن النهارده بقت موثقة وبأسماء.
تعالوا نبص كده على السؤال الأخطر
لو الأطباء “ماكانوش مهتمين بالمرتزقة” زى ما قال المرتزق الكولومبي إمال كانوا مهتمين بمين؟ وجايين السودان ليه أصلاً؟
الإجابة للأسف موجودة في التفاصيل اللي محدش عاوز يقولها كانوا جايين علشان “يفكّوا” الجثث اللي تموت في الحرب.
ينقلوا أعضاءها ويركبوها في ثلاجات متنقلة وفي خلال ساعات قليلة الطيارة بتقلع من الفاشر شرقا لليبيا ومن هناك للإمارات.
سلسلة نقل بشرية حرفيا!
اللي زاد الطين بلّة إن مندوب السودان في مجلس الأمن اتكلم وقال كلام واضح عن خيانة الإمارات ودورها في تسليح الميليشيات والمجلس كله صفق له.
ده معناه إن الموضوع وصل للمنصة الدولية وإن الورطة خلاص خرجت عن السيطرة..
الإمارات النهارده بتواجه ثلاث تهم ثقيلة
تجنيد مرتزقة أجانب لحروب بالوكالة.
تسليح ميليشيات مسجّلة على قوائم العقوبات.
الاشتباه في شبكة تجارة أعضاء بشرية عبر مناطق النزاع..
ودي كلها مش تهم صغيرة دي ملفات ممكن تقلب دولة على راسها.
لكن تعرف الأدهى؟
إن محمد بن زايد لسه ما نطقش بكلمة غير “نحن لا علاقة لنا”نفس الجملة اللي قالها لما اترفعت عليه قضايا في أوروبا بخصوص جرائم اليمن نفس الجملة اللي قالها لما اتكشفت فضيحة التجسس على الصحفيين ونفس الجملة اللي هيقولها كمان لما يتسأل عن مرتزقة كولومبيا.
بس المرة دي مختلفة لأن اللي بيتكلم مش صحفي عربي ولا خصم سياسي اللي بيتكلم رئيس دولة كولومبيا راجل عنده مصداقية عالمية وقف قبل كدا مع فلسطين وغزة ضد الإبادة يعني صوته مسموع ومؤثروملفه لما يوصل الأمم المتحدة هيتفتح، وهتبان الحقائق كلها.
الإمارات دلوقتي مش عارفة تواجه مين الأول
السودان اللي فضحها ولا كولومبيا اللي اتهمتها رسميا ولا الأمم المتحدة اللي بتجمع ملفاتها ولا الإعلام الغربي اللي بدأ يسأل
إزاي دولة صغيرة بقت مركزا لتجارة الدم والسلاح والأعضاء في الشرق الأوسط؟!
لكن السؤال اللي يوجع بجد هو إحنا لحد إمتى هنفضل ساكتين؟ إمتى هنتعامل مع الحقيقة دي بجدية؟إن اللي بيحصل في السودان مش مجرد حرب أهلية دي شبكة دولية في قلبها بن زايد بتبيع الموت والدم كأنهم سلع في سوق.
أوعوووا تستهينوووا باللي بيحصل اللي بدأ في دارفور مش هينتهي هناك اللي بدأ بطيارة مرتزقة ممكن ينتهي بملف جرائم ضد الإنسانية واللي بدأ بتجارة السلاح بيكمل النهارده بتجارة الأعضاء وكل دا تحت شعار «الاستقرار الخليجي»!
عينييبكم على الحقيقة يا اصدقائى افهموا دا كويس
(مش كل دولة عندها فلوس معناها عندها ضمير.)
(ومش كل من بنى برج بنى إنسان)
(ومش كل من رفع علم رفع قيمة)
لكن كل من لعب بدم الناس هيييجي يوم ويتحاكم عليه.
ياسادة الورطة دي مش بس للإمارات دي وصمة عار في جبين كل من سكت على الجريمة ومهما أنكروا…. الحقيقة اتولدت ومش هتموووووت تاني…








