استاد الأهلي… بين الحلم والواقع الهندسي .. يبقى الأهلي صاحب الريادة… حتى في صناعة أحلامه وتحقيقها.
منذ أن أعلن النادي الأهلي عن مشروع استاده الجديد، كان الحلم كبيرًا والطموح بلا حدود، خاصة أن جماهير القلعة الحمراء كانت تتمنى أن تمتلك ناديها ملعبًا عالميًا بسعة ضخمة تليق باسمه وتاريخه العريق. وبالفعل، بذل مجلس الإدارة برئاسة الكابتن محمود الخطيب جهودًا كبيرة للوصول إلى سعة استيعابية تصل إلى 90 ألف متفرج، لكن الواقع الهندسي فرض قيوده، ليأتي الاستاد بسعة 42 ألف متفرج فقط، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بين جماهير وعشاق النادي.
القيود الهندسية التي فرضت السعة النهائية
لم يكن قرار تقليص السعة خيارًا إداريًا، بل كان واقعًا هندسيًا صارمًا، بسبب مجموعة من الاشتراطات والمعايير التي لا يمكن تجاوزها، أبرزها:
1. الحد الأقصى للارتفاع المسموح به في منطقة الاستاد هو 15 مترًا فقط، وذلك وفقًا لمتطلبات الطيران المدني والأمن والسلامة. وهذا يعني أن أي توسع رأسي في المدرجات لزيادة السعة غير ممكن.
2. للوصول إلى سعة 42 ألف متفرج على الأقل، كان لا بد من حفر المدرجات بعمق 15 مترًا تحت مستوى الأرض، مما يعوّض جزئيًا القيود المفروضة على الارتفاع، لكنه في المقابل حدّ من إمكانية زيادة السعة أكثر من ذلك.
بين الطموح والواقع… الأهلي يصنع الفارق
رغم هذه التحديات، فإن الاستاد سيكون تحفة معمارية رياضية على أعلى مستوى عالمي، حيث سيتمتع بتصميم حديث، وتجهيزات متطورة، وتجربة جماهيرية فريدة من نوعها، تضعه ضمن أفضل الملاعب في المنطقة.
كما أن 42 ألف متفرج ليست بالرقم القليل، فهي تعادل سعة ملاعب كبرى في أوروبا، مثل ستامفورد بريدج (تشيلسي) وآنفيلد (ليفربول)، ما يعكس أن السعة ليست دائمًا المقياس الوحيد لجودة الاستاد، بل التجهيزات، والأجواء، والخدمات المتاحة للجماهير.
مشروع استراتيجي لمستقبل الأهلي
الأهم من السعة هو أن الأهلي بات يمتلك استادًا خاصًا به لأول مرة في تاريخه، وهو حلم طال انتظاره لعقود. وجود ملعب خاص يعني:
تحقيق استقلالية مالية من خلال استثمار الملعب في المباريات والفعاليات.
توفير بيئة رياضية متكاملة تخدم جميع فرق النادي.
إعلاء مكانة الأهلي عالميًا بامتلاكه منشأة حديثة وفق أعلى معايير الجودة.
في النهاية… الحلم تحقق ولو بسعة أقل
ربما لم يصل الاستاد إلى 90 ألف متفرج كما كان يحلم الجميع، لكن الأهم أنه أصبح واقعًا ملموسًا، ليكون أحد أفضل المشروعات الرياضية في مصر والمنطقة.
في النهاية، يبقى الأهلي صاحب الريادة… حتى في صناعة أحلامه وتحقيقها.


