النجم النورانى محمد علي كلاي… الشرف الذي لا يُداس عليه
في عالم تسوده الشهرة والأضواء، حيث يسعى المشاهير إلى تخليد أسمائهم بأي وسيلة، تظل هناك مواقف نادرة تضيء كالشهب في سماء المبادئ، مواقف تفرض احترامها على الجميع، حتى في أكثر الأماكن التي لا تعرف إلا لغة النجومية والبريق. أحد هذه المواقف التي بقيت شاهدة على القيم الراسخة والاحترام العميق للعقيدة، هو موقف أسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي، عندما رفض أن يوضع اسمه على نجمة ممشى الشهرة في هوليوود، ليس عن غرور، ولكن عن احترام لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
عندما عُرض على محمد علي شرف الحصول على نجمة في ممشى المشاهير، كان ذلك تكريمًا لمسيرته الأسطورية، فهو لم يكن مجرد رياضي، بل كان رمزًا للنضال والمبادئ والقوة في مواجهة التحديات. ومع ذلك، فإن هذا الرجل الذي صنع المجد لم ينسَ أبدًا من يكون، ولا ما يحمله من إيمان واحترام لعقيدته.
رفض محمد علي وضع اسمه على الأرض حيث ستدوسه أقدام المارة، ليس تكبرًا، بل تقديرًا لاسم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحمله. قالها ببساطة ولكن بوضوح شديد:
“أنا أحمل اسم رسولنا الكريم محمد، ومن المستحيل أن أسمح للناس بأن يدوسوا عليه.”
هذا الرد الذي ربما بدا غريبًا لأولئك الذين اعتادوا على معايير هوليوود، كان بمثابة درس في الاحترام والتقدير، ليفرض احترامه حتى في بقعةٍ ربما لم تعتد أن تخضع لقيم دينية أو روحية بهذه القوة.
ما كان مدهشًا أن إدارة ممشى المشاهير لم تعارض موقفه، بل احترمت رغبته، وتمت الاستجابة لطلبه، ليكون الوحيد الذي حصل على نجمة معلقة على جدار الممشى، بينما بقيت أسماء المشاهير الآخرين جميعًا على الأرض، في تقليد لم يشذ عنه سوى محمد علي كلاي، الرجل الذي أجبر العالم على احترام إيمانه ومبادئه.
هذه اللقطة ليست مجرد تفصيلة شكلية، بل دلالة عظيمة على كيف يمكن للمبادئ أن تفرض نفسها، حتى في الأماكن التي تحكمها العادات والقوانين الصارمة. إنه تأكيد على أن الاحترام يبدأ من الإنسان نفسه، ومن قوة قناعاته، فإذا تمسك بها دون تردد، أجبر الآخرين على احترامها
لم يكن محمد علي مجرد بطل في الحلبة، بل كان بطلاً في الدفاع عن قيمه، سواء برفضه الذهاب إلى حرب فيتنام، أو بمواقفه الحقوقية، أو بحرصه على عدم المساس بمعتقداته. لقد كان يعلم أن الشرف الحقيقي ليس في الألقاب والميداليات، بل في الوقوف بثبات على ما يؤمن به.
اليوم، عندما يمر الزائرون بممشى المشاهير، ربما لا يلاحظون الفرق، لكن من يعرف القصة، سيدرك أن هناك نجمة واحدة تختلف عن الجميع، لأنها تنظر إلى السماء بدلًا من أن تُداس تحت الأقدام… وهذه هي نجمة محمد علي كلاي.
