بين الأخلاق والضلال.. هل أصبح السباب نهجًا يابتوع الكورة؟ بقلم احمد عسله
في كرة القدم، هناك مساحة شاسعة بين المنافسة والعداوة، بين الحماس والتجاوز، بين التحفيز والإهانة. لكن المؤسف أن البعض تجاوز هذه الخطوط الحمراء، وأصبح السباب والعنف اللفظي أمرًا عاديًا، بل ومنهجًا لدى بعض الجماهير، وكأن الأخلاق لم يعد لها موطئ قدم في مدرجات الكرة المصرية.
ما حدث مع إمام عاشور ليس مجرد هتاف عابر، بل مؤشر خطير على أن هناك من يريد ترسيخ القبح بدلًا من الجمال، وتعظيم الضلال بدلًا من القيم. وعندما تحاول إدانة هذا المشهد تجد من يبرره بقولهم: “ما هو جمهور الأهلي كان بيعمل كده مع شيكابالا ورمضان صبحي!”، وكأن الخطأ يصبح صوابًا بمجرد أن مارسه الآخرون!
وهنا نسأل: لماذا يهاجم الجمهور لاعبًا مثل شيكابالا بهذا الشكل بينما لم يفعل الشيء نفسه مع لاعبين غادروا فرقهم مثل عبدالله السعيد وناصر ماهر؟ هل هو اختلاف في الطريقة أم مجرد “غية” لا هدف لها إلا إشعال نيران الفتنة؟
إن إدارة الكرة في مصر مطالبة الآن بموقف حاسم، ليس فقط في العقوبات، ولكن في ترسيخ القيم النبيلة ومنع هذا الانحدار الأخلاقي. الرياضة كانت وستظل ميدانًا للتنافس الشريف، لكنها لن تكون كذلك إذا تحول السباب والبذاءة إلى عرف مقبول يبرره البعض بدعوى المعاملة بالمثل.
القيم لا تُبنى على الأخطاء السابقة، بل تستدعي كل ما هو جميل في الماضي لتصنع حاضرًا نظيفًا ومستقبلًا مشرقًا. أما الاستمرار في هذا المسار المظلم، فهو إصرار على الهدم، وإمعان في الوقوع في مستنقع لا رابح فيه سوى الفوضى والدمار الأخلاقي.