محمد رمضان.. بين إثارة الجدل وصناعة البهجة بقلم احمد عسله
لطالما كان محمد رمضان أحد أكثر الفنانين إثارة للجدل في مصر والعالم العربي فقد ارتبط اسمه بأعمال درامية تسببت في انقسام الجمهور بين محبٍّ يراه فنانًا موهوبًا يجسد الواقع كما هو، وناقد يحمّله مسؤولية نشر ثقافة العنف والمخدرات والبلطجة. ومع ذلك، لا يمكن لأحد إنكار أن رمضان استطاع أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية ضخمة، وأن يُحكم سيطرته على مشهد الترفيه، سواء في السينما أو الدراما أو حتى في مجال الغناء والاستعراض.
لكن المفاجأة الحقيقية جاءت هذه المرة من خلال برنامج اجتماعي لم يعتده الجمهور من نجم بحجم محمد رمضان. إذ ظهر في صورة مختلفة، بعيدة عن أدوار البلطجي والمتمرّد، ليقدم برنامجًا يعتمد على الاحتفاء بالبسطاء، منحهم لحظات من الفرح ودعمًا ماديًا بسيطًا لكنه مؤثر. البرنامج، الذي يُعرض على شاشة DMC، استطاع أن يُعيد الناس إلى الشاشة، بعد فترة من الجفاء مع البرامج التقليدية.
المؤثر في هذا العمل ليس فقط المساعدات المالية المقدمة ولكن حالة الاحتواء التي يصنعها رمضان مع الضيوف حيث يتعامل معهم ببساطة وودّ، ويجعلهم يشعرون بأنهم في مساحة من التقدير والاحترام، وهو أمر قد يكون جديدًا على نجمٍ طالما ارتبط اسمه بالاستعراض والقوة.
ورغم أن كثيرين لا يزالون يحملون مواقف نقدية تجاه تاريخه الفني، إلا أن هذا البرنامج يُحسب له، سواء كان فكرته أو فكرة فريق إعداد محترف استطاع أن يُعيد تقديم رمضان بصورة أكثر إنسانية. فهل يكون هذا بداية تحول حقيقي في مسيرته، أم مجرد تجربة استثنائية؟ الأيام وحدها ستكشف الإجابة.
