من متهم بنشر العنف إلى صانع للفرح.. هل يغير محمد رمضان صورته بقلم احمد عسله
لم يكن محمد رمضان يومًا فنانًا عاديًا، فهو ظاهرة فنية بامتياز، سواء أحببناه أو كرهناه.صعد بسرعة الصاروخ، وحقق شهرة واسعة في زمن قياسي لكن هذه الشهرة كانت دائمًا محاطة بالجدل. فمنذ أن قدم شخصية “عبده موتة”، ومرورًا بـ”الأسطورة” و”نسر الصعيد”، وحتى أعماله الأخيرة، كان دائمًا في مرمى نيران النقد بسبب المحتوى الذي يقدمه، والذي يرى البعض أنه يعزز صورة البلطجة والمخدرات والانحراف بين الشباب.
لكن مع بداية رمضان هذا العام فاجأ الجميع ببرنامج إنساني بسيط يعتمد على مقابلة أناس بسطاء في الشارع، والاستماع إلى أحلامهم، ثم مساعدتهم على تحقيقها. ربما تكون فكرة البرنامج ليست جديدة في حد ذاتها، ولكن التنفيذ والتفاعل الجماهيري جعلاه مختلفًا. فقد استطاع رمضان أن يكسب تعاطف المشاهدين، خاصة عندما رأوا ردود أفعال الضيوف البسطاء الذين ينهارون من الفرحة عند تلقيهم المساعدة.
المشهد الذي أثار اهتمام الكثيرين كان لرجل بسيط يعمل على عربة كارو، عندما سُئل ماذا سيفعل لو حصل على مبلغ مالي بسيط، فأجاب بتواضع: “أجوز بنتي”. وعندما تضاعف المبلغ، لم يتحمل الصدمة وسقط مغشيًا عليه، في لقطة تجسّد حجم المعاناة التي يعيشها كثير من الناس.
هذا النوع من المشاهد، بغض النظر عن الدافع وراءه، يعكس واقعًا صعبًا، ويعيد تسليط الضوء على الفئات التي تحتاج إلى دعم حقيقي، وليس مجرد مساعدات عابرة. لكن السؤال الأهم: هل يستمر محمد رمضان في هذا الاتجاه؟ هل يتحول إلى نموذج للفنان الذي يستخدم شهرته وثروته في صنع التغيير الإيجابي؟ أم أن هذا مجرد استراحة قصيرة من أدوار العنف والتمرد؟
في النهاية الجمهور هو الحكم وإذا كان رمضان قد نجح في تحقيق مشاهدات ضخمة بهذا البرنامج، فربما يكون هذا مؤشرًا على أن الناس بحاجة إلى محتوى مختلف، أكثر واقعية وإنسانية، بعيدًا عن الصراعات والدماء.