من رمضان الروحانيات إلى رمضان الغرائز.. من المسئول؟ بقلم أحمد عسله
رمضان الذي كان يومًا شهر الصيام والقيام والقرآن أصبح سوقا مفتوحا لبيع الوهم والانحلال.
كنا ننتظر هذا الشهر لنتقرب إلى الله فإذا بنا نُفاجأ بطوفان من الأعمال الفنية التي لا تحمل سوى مشاهد تثير الغرائز وتطبع الانحراف وتروج لشخصيات عابثة لا تمت للمجتمع بصلة.
منذ سنوات بدأت الدراما المصرية تفقد قيمتها الأخلاقية لكن ما يحدث في رمضان هذا العام تجاوز كل الخطوط الحمراء.
لم يعد الأمر مجرد “إفيهات” خادشة أو مشاهد غير لائقة بل أصبح تسويقا ممنهجا للقبح والانحلال وكأن الرسالة واضحة: لا قدسية لشيء لا احترام للدين ولا حرص على الأطفال الذين يتابعون الشاشات.
جريمة تهز القلوب.. والدراما متهمة!
في محافظتنا محافظة الشرقية وقعت جريمة تقشعر لها الأبدان عندما استدرج وحش بشري طفلة في الثامنة من عمرها داخل مسجد! نعم داخل بيت الله ليرتكب جريمته النكراء. الجريمة في تفاصيلها صادمة لكن الأكثر صدمة أن هذا المجرم هو نتاج مجتمع يُدفع يوميا نحو الهاوية عبر دراما تُمجد الانحراف وتروج للانحلال وتُسوق الفساد على أنه “إبداع”!
هل نلوم الجاني فقط؟ أم نلوم صناعة كاملة تلوث العقول قبل أن تدمر القيم؟ عندما تعرض الشاشات مشاهد الشرب والسكر والعربدة وعندما يصبح الحديث عن السفاح والخيانات والخيبة العاطفية هو “الموضة” وعندما تتحول البطولة إلى مجرمين وقتلة ومنحرفين فماذا نتوقع من الجيل القادم؟
من المستفيد؟
الإعلام الذي يُسوِّق لهذه الأعمال؟
المعلنين الذين يحشدون الملايين خلف هذه البرامج والمسلسلات؟
المنتجين الذين لا يهمهم سوى الأرقام؟
لكن السؤال الأهم: أين الدولة؟ أين الرقابة؟ أين المسئولية الاجتماعية؟
لا نحتاج إلى مشاهد وعظية أو أعمال دينية جافة بل نحتاج إلى دراما تحترم عقولنا تحترم قدسية رمضان وتقدم فنا يرتقي بنا لا يُدمرنا.
نحن أمام معركة واضحة، معركة هوية وقيم، فإذا سكتنا اليوم، فلن نندهش إذا رأينا غدًا جيلاً لا يعرف عن رمضان سوى الراقصات والسكارى والجرائم والانحرافات.
حان الوقت لنقولها بوضوح: كفى!