“رمضان..موسم العفن السنوي!”بقلم احمد عسله
لم يعد شهر رمضان كما كان. لم يعد شهر الروحانيات ولا التراويح، ولا القرآن ولا لمّة العائلة والأحباب حول دراما راقية تشبهنا. صار موسمًا للعري للخيانة للسكر والعربدة للجريمة والانحراف والاشادة بالارهابيين وكأن أهل الفن قرروا أن يمسخوا الشهر الفضيل إلى أقذر نسخة ممكنة.
هل نبالغ؟ إذن افتح التلفاز شاهد إعلانات المسلسلات احفظ أسماء الأبطال وتأمل في التفاصيل:
راقصة تبيع الشرف بملابس بالكاد تستر العورات.
رجال سُكارى يتحسسون الزجاجات والنساء كأنها “لقطات إبداعية”.
زنا، خيانات، علاقات محرمة، وقتل على أتفه الأسباب.
صُراخ، وعنف، وانفلات أخلاقي كأنه انعكاس مقصود لما يريدونه لنا.
لماذا هذا القبح في رمضان تحديدًا؟ لماذا يتحول هذا الشهر إلى مسرح ضخم لحفلة انحطاط جماعي؟ لماذا هذا الإصرار على تسميم عقولنا وعقول أبنائنا؟
الدراما.. تحريض على الجريمة؟
اليوم استيقظنا على جريمة بشعة:طفلة لم تتجاوز الثامنة تدخل حمام المسجد لتقضي حاجتها فتتحول إلى فريسة لوحش بشري لم يكتفِ بانعدام إنسانيته بل اختار بيت الله ليكون مسرحا لجريمته!
من هو هذا المجرم؟ هو فرد من هذا المجتمع تشرّب ثقافة مشوهة تربى على مشاهد مستباحة وشاهد ليالي العربدة في رمضان أكثر مما شاهد قصص العفة والاحترام.
عندما يصبح الشرب مشهدا عاديا والراقصة “بنت بلد” والخيانة “وجهة نظر” والقتل “شطارة” هل نلوم القاتل أم من صنع بيئة تبرر جرائمه؟
طارق لطفي والسقا ومحمد سامي.. وصناعة القبح!
طارق لطفي يصرح بكل فخر أنه رفض دور “الشاذ” في مسلسل لمحمد سامي لأنه “استحى من زوجته وأبنائه”! جميل جدًا، لكن هل لم يستحِ من دوره في “العتاولة”، حيث الرقص والسكر والانحراف على مدار الحلقات؟ هل لم يخجل من “الخمورجي” الذي يتبجح بفساده؟ أم أن الاحترام والحياء يطبقانه حسب الطلب؟
محمد سامي؟ هو “أيقونة” صناعة الانحطاط، لا يقدم عملاً إلا وهو مغموس في وحل الإسفاف والإثارة الرخيصة. يكفي أن تبحث عن تاريخه لتعرف أنه لم يعرف معنى الدراما الراقية يومًا.
أما “السقا”، فالرجل الذي كان يومًا رمز الفروسية، لم يجد في حياته سوى أعمالٍ يقتل فيها ويفتري، كأن البطولة لا تأتي إلا من الدماء والبلطجة.
من المسؤول؟
الممثلون؟ الذين يبيعون أرواحهم لمن يدفع أكثر، ولا يسألون عن تأثير أعمالهم؟
المخرجون والمنتجون؟ الذين يدركون أنهم يصنعون جيلاً مريضًا لكنهم لا يهتمون؟
الإعلام؟ الذي يروج لهذا القبح وكأنه إنجاز فني؟
الرقابة؟ التي تسمح ببث هذه القاذورات ثم تدّعي الصدمة من الجريمة؟
لا يا سادة، نحن نعيش في زمن صناعة الانحراف، حيث كل شيء مقصود، وكل خطوة مدروسة. يريدون لنا هذا المستوى من الانحطاط، يريدون جيلاً بلا دين، بلا أخلاق، بلا هوية، بلا احترام حتى للشهر الكريم.
حان وقت الغضب!
كفانا استسلامًا! كفانا صمتًا!
هذه ليست حرية فنية، هذه جريمة أخلاقية مكتملة الأركان!
ماذا سنقول لأبنائنا حين يسألوننا: لماذا أصبح رمضان هكذا؟
العار لكل من يشارك في هذه الجريمة، ولكل من يسوّق لهذا العفن ولكل من يصمت على هذا الوباء الأخلاقي.
رمضان شهر الله.. وليس شهر الشيطان!