في ظل المشهد السياسي الراهن الذي يتخلله صدور أقوال وتصريحات حادة حول الخيانة الوطنية تتضح صورة شخصياتٍ اختارت طريق المصلحة على حساب دماء شهداء كرداسة ومن أبرزها شخصية أبوخريكة الذي بات يُرمَز اسمه إلى خيانة الوطن واستغلال السلطة مقابل الدولارات والريالات. إن هذا المقال هو دعوة صريحة لكل من يحمل في قلبه حب الوطن وقوة الوعي ودعوة لإيقاظ “قريحتكم المحترمة” من سبات الخيانة والتواطؤ.
أولًا: دماء شهداء كرداسة ومصداقية الوطنية
شهداء كرداسة هم رمزٌ للتضحية والبسالة الذين سطروا بأرواحهم فصلًا من فصول الوطنية الحقة وما يثير الغضب هو تبرؤ بعض الشخصيات من دمائهم وكأن المسؤولية عن تلك الدماء تُباع بثمن مادي ولا تحمل في طياتها معنى الولاء والانتماء. فمن يصبر على هذه الخيانة؟ وكيف يمكن لشخص أن يتظاهر بأنه وفيّ لوطنه وهو يقبض مبالغ مالية مقابل خيانته؟
إن الوطنية الحقة لا تُقاس بالأموال ولا تُباع للمتطفلين على تاريخنا العريق بل تُقاس بمواقف الرجال الذين يقفون صفًا واحدًا خلف جيشهم ورئيس بلدهم مؤكدين أن دماء الشهداء ليست سلعة للتبرؤ منها وهذا ما ينبغي أن تكون عليه كل من يتحمل مسؤولية رسم مستقبل الوطن.
ثانيًا: الخيانة والكسل السياسي في زمن الرشايد
ليس من الخيال أن نرى في بعض الشخصيات مثل أبوخريكة صورةً مُعبرة عن الخيانة فبينما يستمر في النوم في أحضان “الموزة”وابنها ويتلقى الرشايد والدعم المالي يوميًا يتبرأ من دماء شهداء كرداسة ويتجاهل مطالب الوطن.
إن هذا التصرف لا يمثل فقط غياب الوعي الوطني بل يُظهر أيضًا ضعف الإرادة والقناعة بأن الوطنية لا تُشترى أو تُباع.
إن من يتخذ مثل هذا المسار يعيش في عالمٍ من التبرؤ المزعوم حيث تُبرر الخيانة بأموالٍ تُعدُّ بديلاً عن الشرف والتضحية. فكيف يمكن لرجلٍ يتلقى أموالاً مقابل خيانته أن يطالب بأن يكون وطنه شريكًا في مسيرة البناء والتقدم؟ إن الوطنية الحقة تتطلب من كل فرد أن يُعلي من قيمة التضحية على قيمة المال، وأن يكون مستعدًا لرد الدين للأبطال الذين ضحوا بحياتهم.
ثالثًا: دعوة للاستيقاظ والمواجهة
في هذا المشهد الذي يشهد انقسامًا بين من يبيعون وطنهم ومن يضيّعون دماء شهداءهم يأتي هذا النداء لكل من يحترم الوطن ويؤمن بأن الانتماء لا يقاس بأجور مالية:
استفزوا ضمائركم استدعوا “قريحتكم المحترمة” لتُذكروا بأن الوطنية لا تقبل المساومة وأن دماء الشهداء لها ثمنٌ لا يُقدَّر بثمن.
أوقفوا تبرؤ الخونة: دعوا هؤلاء الذين يتبرؤون من دماء شهداء كرداسة مثل أبوخريكة لأن يواجهوا حقيقة ما اقترفوه من خيانةوأن يتحملوا المسؤولية عن ما تبع ذلك من ذلٍ وإهانة للوطن.
دعموا الجيش والرئيس: الوطن يحتاج إلى رجالٍ لا يعرفون البيع ولا الشراء، رجال يُعبّرون عن ولائهم الحقيقي بجانب جيشهم ورئيس بلدهم، ويتركون الخيانة خلفهم للأبد.
إنه وقت المواجهة وقتٌ يُستدعى فيه كل مواطن يملك قلبًا ينبض بالوطنية ليُعيد ترتيب أولوياته ويتخلى عن التبرؤ الذي يُظهِر الخيانة في أبشع صورها. لن يكون هناك مستقبل مشرق لو استمرّ من يبيعون وطنهم مقابل مبالغ مالية فالوطن يُعيد تذكيرنا بأن دماء شهداءه ستظل هي الرصيد الحقيقي الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
حان وقت التضحية الحقيقية
في نهاية المطاف يبقى السؤال الأكبر هل نحن مستعدون لأن نعيش في وطنٍ يُباع فيه الكرامة مقابل الدولارات؟ إن دماء شهداء كرداسة لا تُبرَّئ ولا يمكن لأي شخص أن يستغلها كذريعة للنوم في أحضان الخيانة. إن الوطنية ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات بل هي موقف ومسؤولية تحملها كل روح تنبض بحب الوطن.
نداء الوطن اليوم لكل من يملك ضميرًا ومبادئ حان الوقت للتخلي عن الخيانات والتضحية بكل شيء من أجل مستقبل يُحترم فيه تاريخنا وبطولات شهدائنا. إن مستقبل الوطن يعتمد على من يستطيعون أن ينهضوا ويقولوا بصوتٍ واحد: لا للخيانة، نعم للوطن الحقيقي الذي يستحق منا كل التضحيات.
دعونا نثبت أن الوطنية ليست لعبة للأموال، بل هي سُلَّمٌ يرتقي به كل من يؤمن أن دماء الشهداء أثمن من أي مبلغ يُقدَّر بها. فلنقف معًا ونبني وطنًا يعتز فيه كل مواطن بتاريخه وببطولاته، دون أن يسمح لأحد أن يُخون هذا المبدأ الأبدي.
نأمل أن يصل صدى الوعي الوطني إلى كل قلب متيم بالحب للوطن وأن يكون صوت الحقيقة مسموعًا لكل من يتبرأ من دماء شهداء كرداسة ويستسلم لأموال الخيانة…