الشرقية.. أرض الكرم وأصالة العراقة بقلم عبدالعاطى محمد
محافظة الشرقية ليست مجرد بقعة على خريطة مصر، بل هي قلب نابض بالتاريخ، وموطن للأصالة والكرم الذي يميز أهلها. فهي المحافظة التي جمعت بين عبق الماضي المشرق وتطور الحاضر، مما جعلها واحدة من أكثر المحافظات المصرية تميزًا في مختلف المجالات.
أرض التاريخ والحضارة
تعد الشرقية من أقدم محافظات مصر، حيث احتضنت على مر العصور حضارات عظيمة، بدءًا من الفراعنة الذين تركوا بصماتهم في تل بسطة وصان الحجر، مرورًا بالفتح الإسلامي الذي جعل من أرضها ميدانًا للبطولات. كما أنها مسقط رأس الزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية ضد الاحتلال الإنجليزي، مما يعكس روح النضال المتأصلة في أبنائها.
الكرم.. سمة أهل الشرقية
لا يذكر اسم الشرقية إلا ويُذكر معه الكرم والجود، فأهلها يتميزون بحسن الضيافة وكرم الأخلاق، وهي عادات توارثوها جيلًا بعد جيل. سواء كنت زائرًا أو مقيمًا، ستجد الترحيب الحار والبشاشة في كل بيت، فهم لا يبخلون على ضيوفهم بشيء، ويحرصون على تقديم أفضل ما لديهم.
عروس الزراعة والتجارة
تشتهر الشرقية بأنها سلة غذاء مصر، حيث تتميز بزراعتها الخصبة وإنتاجها الوفير من المحاصيل المختلفة، وعلى رأسها القطن والأرز والقمح. إلى جانب ذلك، فإنها مركز اقتصادي حيوي، حيث تضم العديد من الأسواق والمصانع التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
مزيج بين الأصالة والتطور
على الرغم من حفاظها على تراثها العريق، فإن الشرقية لم تتوقف عن التطور، حيث تشهد تطورًا كبيرًا في البنية التحتية، والتعليم، والاستثمار، مما يجعلها نموذجًا مثاليًا لمحافظة تجمع بين الأصالة والحداثة..
الشرقية ليست مجرد محافظة، بل هي قصة تُروى عن الكرم والنضال والتقدم. ومن يزرها أو يعيش فيها يدرك أنها أرض تحمل في طياتها روح مصر الحقيقية، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في تناغم فريد، ويظل الكرم هو العنوان الأبرز لأهلها الطيبين.