في عالم مليء بالمتغيرات يظل بعض الأشخاص ثابتين على مبادئهم، يقدمون الخير بلا انتظار مقابل، ويجعلون من مناصبهم وسيلة لخدمة الناس، وليس مجرد سلطة تنفيذية. اللواء عصام البحراوي مساعد وزير الداخلية ومدير معاهد أمناء الشرطة هو واحد من هؤلاء الرجال الذين صنعوا فارقًا في حياة الكثيرين، ليس فقط بصفته مسؤولًا أمنيًا بارزًا، ولكن أيضًا بصفته إنسانًا قريبًا من الجميع، يحمل همومهم، ويعمل من أجل راحتهم.
منذ أكثر من 30 عامًا واللواء عصام البحراوي يجسد المعنى الحقيقي لرجل الأمن الذي لا يفصل بين السلطة والإنسانية بل يوظف سلطته لخدمة المواطنين ويجعل الإنسانية مبدأً في كل قراراته. لم يكن يومًا ممن ينغلقون في مكاتبهم، بل كان دائمًا بين الناس، يسمع شكواهم، ويبحث عن حلول لمشكلاتهم، ولا يفرق بين مواطن ومسؤول، فالجميع عنده سواسية أمام الحق.
قائد لا يعرف الأبواب المغلقة
لم يكن اللواء عصام البحراوي يوما منغلقا في مكتبه بل كان دائمًا حاضرا بين الناس يتابع مشاكلهم ويبحث عن حلول لها. مكتبه لم يكن مجرد مقر إداري، بل كان بيتًا مفتوحًا للجميع، حيث لا فرق بين مواطن بسيط ومسؤول، ولا بين غني وفقير. الجميع عنده سواء، والعدل هو المعيار الوحيد في كل قراراته.
هذه العلاقة الفريدة بينه وبين المواطنين جعلته محبوبًا من الجميع فهو لم يكن مجرد رجل أمن يؤدي واجبه، بل كان نصيرًا لكل من قصده يمد يده للمساعدة ويسعى لحل المشكلات بأقصى سرعة، إيمانًا منه بأن العدل لا يجب أن ينتظر، وأن الأمن لا يقتصر على فرض القوانين، بل يشمل تحقيق الطمأنينة في نفوس الناس.
ابن الشرقية البار.. ورمز العطاء والوفاء
الشرقية دائمًا ما أنجبت رجالًا عظماء، يحملون راية الشهامة والنخوة، واللواء عصام البحراوي أحد هؤلاء الذين لم ينسوا جذورهم، ولم ينفصلوا يومًا عن مجتمعهم. فهو ابن هذه الأرض، يعرف تفاصيلها، ويفهم احتياجات أهلها، ولم يتخلَّ يومًا عن دوره في تقديم الدعم والمساندة لكل من يحتاجها.
وجوده في أي مكان يعني الأمان والاحترام والتقدير، فهو لا ينسى أهله، ولا يبتعد عن مسؤولياته الاجتماعية، بل يظل حاضرًا في كل موقف، مشاركًا في حل الأزمات، ومبادرًا بالعطاء دون انتظار شكر أو تقدير.
مواقف ترويها الألسن وتحفظها القلوب
لا يُقاس تأثير الإنسان بعدد سنوات خدمته، بل يُقاس بما يتركه من أثر طيب في قلوب الناس، وهذا ما يميز اللواء عصام البحراوي. أينما حلَّ، تجد قصصًا عن مواقفه النبيلة، وعن مساعداته التي لم يكن يسعى للإعلان عنها، بل كان يقوم بها من منطلق إنساني بحت.
كم من قضية عالقة تم حلها بفضل تدخله؟ كم من مظلوم استعاد حقه بسبب دعمه؟ كم من أسرة وجدت العون في لحظة احتياج؟ الإجابة لا تأتي في أرقام، بل في مشاعر التقدير والحب التي يكنّها له كل من تعامل معه، وفي دعوات الناس الطيبة له في ظهر الغيب، وهي أعظم شهادة يمكن أن يحصل عليها أي مسؤول.
اسم لا يُنسى.. ورجل سيبقى في القلوب
المناصب تأتي وتذهب، ولكن الرجال العظماء يظلون خالدين بأعمالهم. اللواء عصام البحراوي ليس مجرد مسؤول تولى منصبًا، بل هو رمز للأخلاق والجدعنة والوفاء، وهو واحد من القلائل الذين سيبقى ذكرهم حيًا، لأنهم لم يبنوا مجدهم على الألقاب، بل على حب الناس وثقتهم.
قد لا تكفي الكلمات لوصف هذا الرجل، ولكن يكفي أن نقول إنه سيبقى حاضرًا في وجدان الجميع، نموذجًا مشرفًا لرجل الأمن والإنسانية، ورمزًا نعتز به ونفخر بوجوده بيننا.
حفظك الله وسدد خطاك، وبارك في عطائك الذي لا ينضب.