شعبنا معروف بطيبة قلبه وتسامحه وهي صفات متأصلة عبر تاريخه الطويل حيث تجده يفتح بيته للضيف ويساعد الغريب ويقف بجوار المحتاج دون تردد. ولكن في نفس الوقت يمتلك قدرة فائقة على العناد ليس عنادًا فارغًا بل نوع من الإبداع في التمسك برأيه والمقاومة بأسلوب مرح وساخر يجعله مميزا عن غيره من الشعوب.
الطيبة.. أساس الشخصية المصرية
لو نظرت إلى أي موقف إنساني في الشارع المصري ستجد الطيبة واضحة. سواء في تعامل الجيران أو في روح المساعدة التي تظهر في الأزمات. هذه الطيبة ليست ضعفا بل هي جزء من ثقافة متوارثة تجعل المصري يُغلّب العاطفة على المنطق أحيانًا لكنه في النهاية قادر على اتخاذ قرارات حكيمة عندما يتطلب الأمر.
العناد.. عندما يتحول إلى فن
أما العناد فهو صفة أخرى لا يمكن إنكارها. ليس مجرد تمسك بالرأي بل هو نوع من الإبداع في المقاومة. المصري قد يرفض أمرا لمجرد أنه أُمِر به لكنه إن اقتنع به وحده سينفذه بإتقان. هذا العناد كان سلاح المصريين في مواجهة الاحتلالات عبر التاريخ وكان وسيلتهم للحفاظ على هويتهم رغم محاولات الطمس والتغيير.
إبداع المصري في العناد
المصري لا يعاند فقط بل يضيف إلى العناد لمسة ساخرة ويجعل من كل موقف تحديًا ممتعا. تجده في طوابير الانتظار يحوّل الزحام إلى نكتة وفي الأزمات يواجه التحديات بروح الفكاهة وحتى في الجدال يستطيع تحويل النقاش إلى “مباراة ذهنية” يستخدم فيها أمثالًا شعبية وعبارات لاذعة تجعل الطرف الآخر يبتسم رغم الخلاف.
المزيج السحري.. كيف يفيد مصر؟
هذا الخليط بين الطيبة والعناد هو ما جعل المصريين يصمدون في أحلك الظروف. فهم مسالمون لكن ليسوا مستسلمين طيبون لكن ليسوا ضعفاء، عنيدون لكن بذكاء. هذه الصفات إذا استُغلت بشكل إيجابي يمكن أن تكون قوة دافعة نحو النجاح والتغيير فالمصري عندما يقتنع بفكرة يعمل عليها بإصرار حتى يحققها، سواء كانت ثورة، بناء مشروع، أو حتى حلم شخصي.
حقا الشخصية المصرية مزيج نادر من العاطفة والعقل، من الطيبة والصلابة، ومن المرونة والعناد. وهذه الصفات ليست ضعفًا بل سر القوة التي جعلت مصر على مر العصور تبقى رغم كل التحديات.