الأهلي.. معركة الحق ضد الفساد الرياضي بقلم احمد عسله
منذ سنوات وكرة القدم المصرية تعاني من أزمات متكررة بسبب غياب العدالة وتفشي الفساد الإداري والتحكيمي، لكن الأزمة الحالية ليست مجرد خلاف على مباراة أو نقاط أو حتى بطولة، بل هي مواجهة حقيقية لكشف التجاوزات التي أصبحت تهدد نزاهة المنافسة الرياضية في مصر. الأهلي، باعتباره الكيان الأكثر التزامًا بالمبادئ، وجد نفسه في قلب هذه المواجهة، ليس دفاعًا عن مصلحة آنية، بل من أجل مستقبل كرة القدم في البلاد.
تحيز فج منذ البداية
منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا أن هناك تربصًا غير مفهوم بالأهلي، بدايةً من إعلان قرعة الدوري في توقيت غريب الساعة الرابعة فجرًا، دون حضور مندوبي الأندية أو بثها على الهواء، مما أثار الشكوك حول مدى نزاهتها. تلا ذلك تعيين حكام للمباريات بشكل يثير الجدل، حيث تم تجاهل المطالبات المشروعة بالتحكيم الأجنبي في المباريات الحاسمة، رغم وجود سوابق تؤكد أخطاء الحكام المحليين ضد الأهلي.
ليس صراعًا على مباراة أو نقاط
يريد البعض اختزال موقف الأهلي في كونه اعتراضًا على حكم مباراة أو البحث عن نقاط إضافية في جدول الترتيب، لكن الحقيقة أن المسألة أكبر من ذلك بكثير. الأهلي لا يحارب من أجل إعادة مباراة، بل من أجل تصحيح مسار منظومة كرة القدم التي باتت تعاني من عوار واضح في إدارتها.
الفساد الذي يتوارثه المسؤولون
لم تكن هذه الأزمة الأولى، بل هي امتداد لسلسلة طويلة من التجاوزات التي عانى منها الأهلي عبر السنوات. كيف يمكن نسيان إخفاء خطاب الاتحاد الأفريقي الخاص بنهائي الوداد، والذي كان يمكن أن يمنحه حقه المشروع في خوض النهائي في ملعب محايد؟ هذه ليست مجرد وقائع منفصلة، بل منظومة فساد متوارثة، يعمل القائمون عليها على إبقاء الوضع كما هو، دون أي محاولة للإصلاح.
الأهلي يطالب بالعدالة فقط
لم يطلب الأهلي امتيازات خاصة، ولم يسعَ يومًا للحصول على حقوق ليست له، بل كان دائمًا يطالب فقط بالعدالة والشفافية. لم يكن الأهلي يومًا ناديًا يستقوي بأحد، ولم يعتمد على دعم من تحت الطاولة كما يفعل آخرون، بل كان دائمًا يحقق بطولاته داخل الملعب، بجهد لاعبيه وكفاءة جهازه الفني وقوة مؤسساته الإدارية.
الأهلي.. الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه
الأهلي ليس مجرد نادٍ يشارك في المسابقات، بل هو الرقم الصعب الذي يحرك كرة القدم في مصر. انسحابه أو توقفه عن المشاركة يضرب المنظومة بأكملها، سواء من الناحية الجماهيرية أو التسويقية أو حتى الإعلامية. وهذا ما يدركه الجميع، بمن فيهم من يحاولون عرقلة مسيرته.
مواقف الأهلي أكبر من البطولات
التاريخ لا يذكر فقط البطولات التي تتحقق داخل المستطيل الأخضر، بل يحفظ المواقف التي تصنع الفارق بين الكبار وغيرهم. الأهلي لم يكن يومًا مجرد باحث عن الألقاب، بل كان دائمًا حاملًا لمبادئ وقيم جعلته مختلفًا عن الجميع. عندما يتحدث عن الفساد، فهو يواجهه بالحقائق والمستندات، وليس بالشعارات.
منظومة التحكيم.. أزمة بلا حلول
لا يمكن الحديث عن هذه الأزمة دون الإشارة إلى التحكيم المصري، الذي أصبح جزءًا من المشكلة. الأخطاء التحكيمية ليست جديدة، لكنها عندما تتكرر بنفس النمط ضد طرف معين، وتتحول المطالبات بالعدالة إلى معركة، يصبح الأمر بحاجة إلى وقفة جادة.
ماذا لو كان الأهلي هو المستفيد؟
المفارقة أن نفس الأصوات التي تهاجم الأهلي الآن، كانت ستتخذ موقفًا معاكسًا تمامًا لو كان فريق آخر في نفس وضعه. لو كان الأهلي هو المستفيد من هذه الأخطاء، لكانت الاتهامات بالتواطؤ والمجاملة تتصدر المشهد، ولكن عندما يكون هو المتضرر، يصبح الحديث عن الفساد محاولة للهروب من الواقع!
المعركة ليست على الدوري.. بل على نزاهة الكرة المصرية
الأزمة الحالية كشفت الكثير من الحقائق، وأظهرت كيف أن هناك من يحاول التغطية على الفساد وإبقاء الأمور كما هي. لكن الأهلي، كعادته، لا يقبل الظلم ولا يرضى بأن يكون جزءًا من منظومة فاسدة. هذه ليست معركة على لقب، بل معركة من أجل مستقبل الكرة المصرية، ومن أجل أن تصبح المنافسة عادلة كما ينبغي أن تكون.
الأهلي لا يُهزم.. لأنه يحارب بالحق
الأهلي لم ولن يكون جزءًا من أي تلاعب، ولن يتراجع عن الدفاع عن حقوقه مهما كانت الضغوط. لأنه ببساطة، نادي المبادئ الذي لا يقبل إلا بالعدل، ولا يسكت عن الفساد، وسيبقى دائمًا الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه!