كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن استخدام مكبرات الصوت في المساجد بين من يراها جزءا أصيلًا من طقوس العبادة ومن يعتبرها مصدرا للضوضاء والتلوث السمعي. والواقع أن أي نقاش جاد لا بد أن يسعى للوصول إلى الصواب بعيدًا عن العاطفة أو الجدل غير المثمر او التشنج. إذن، ما هو الأصح في هذه المسألة؟
أولًا: ما هي الضوضاء؟ وهل مكبرات الصوت تندرج تحتها؟
الضوضاء كما يعرفها المتخصصون هي الصوت العالي غير المفهوم أي الذي لا يصل إلى الأذن بوضوح أو يختلط بأصوات أخرى بحيث يتحول إلى مصدر إزعاج بدلاً من منفعة. ومن هنا فإن مكبرات الصوت التي تبث الأذان، القرآن، أو الخطب الدينية، ليست ضوضاء في ذاتها، إلا إذا خرجت عن الحد المقبول شرعًا وعلميًا.
ثانيًا: ما هو الحكم الشرعي؟
الإسلام دين الاعتدال ويقوم على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” أي أن الإنسان مطالب بأداء عباداته دون أن يسبب أذى لغيره. وبناء على ذلك فإن الحكم يتوقف على الغرض من استخدام المكبرات:
1. الأذان: هو إعلام بدخول وقت الصلاة وهو مشروع باستخدام مكبرات الصوت الخارجية ولكن دون رفع الصوت إلى حد يزعج الناس.
2. الصلاة والتراويح: الأصل أن يكون صوت الإمام مسموعا للمصلين داخل المسجد فقط، وليس خارجه لأن هذا لا يحقق مصلحة واضحة لمن هم خارج المسجد بل قد يتسبب في تداخل الأصوات بين المساجد القريبة مما يؤدي إلى عدم وضوح الصوت فيتحول من عبادة إلى ضوضاء.
3. القرآن والدروس الدينية: تلاوة القرآن عبادة عظيمة لكن القرآن لم يُشرع ليُسمع بالقوة بل ليستمع إليه من يريد. وبالتالي يجب أن يكون داخل المسجد وليس عبر مكبرات الصوت التي قد تسبب إزعاجا للبعض خاصة المرضى وكبار السن والطلاب.
ثالثًا: ما هو الحل الوسط؟
الحل الأمثل هو الجمع بين احترام الشريعة واحترام حقوق الآخرين وذلك من خلال:
استخدام مكبرات الصوت الخارجية للأذان فقط.
الاقتصار على المكبرات الداخلية في الصلوات والتراويح وعدم استخدام الخارجية إلا في صلاة الجمعة والعيدين.
ضبط مستوى الصوت بحيث يكون مسموعًا دون أن يتحول إلى إزعاج.
التنسيق بين المساجد المتجاورة لتجنب تداخل الأصوات.
الخلاصة: ما هو الأصح؟
الأصح هو الاعتدال: فلا نمنع مكبرات الصوت منعا تاما ولا نتركها دون ضوابط. الإسلام دين يوازن بين أداء الشعائر واحترام حقوق الآخرين وبالتالي فإن استخدام المكبرات يجب أن يكون بقدر الحاجة دون إفراط أو تفريط. فالأذان حق، والصلاة راحة، والقرآن نور، لكن بدون أن يتحول أي منها إلى مصدر ضوضاء يضر ولا ينفع.
******* تعالوا نقرأ المشهد بطريقة أخرى لكى نستفيد
ما هو الأصح في قضية مكبرات الصوت بالمساجد؟
المسألة ببساطة تدور حول حكم استخدام مكبرات الصوت في المساجد وتأثيرها على المجتمع. هل استخدامها دائمًا صحيح؟ هل تسبب ضررًا حقيقيًا؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن؟ لنضع الأمور في نقاط واضحة بعيدًا عن المبالغات.
1. هل مكبرات الصوت تعتبر “ضوضاء”؟
الضوضاء هي الصوت العالي غير المفهوم أو غير المرغوب فيه.
الأذان صوت مفهوم، لكنه يمكن أن يصبح ضوضاء إذا كان مرتفعًا جدًا أو متداخلًا مع مساجد أخرى.
تلاوة القرآن والخطب عبر مكبرات الصوت الخارجية قد تكون ضوضاء إذا لم يكن كل من يسمعها راغبًا فيها أو إذا كانت مزعجة للبعض (مرضى، أطفال، طلاب).
2. ما هو الحكم الشرعي؟
الأذان: مشروع باستخدام المكبرات الخارجية، لكن بحدود لا تؤذي الآخرين.
الصلوات (التراويح – الفروض): الأصل أن يسمعها من في المسجد فقط، والمكبرات الخارجية ليست ضرورة.
الخطب والدروس الدينية: لا ضرورة لاستخدام المكبرات الخارجية، لأن المستهدف بها هم الحاضرون في المسجد.
3. ما هو الضرر الفعلي؟
الأصوات العالية قد تؤدي إلى تلوث سمعي، وهو ضرر طبي مثبت.
البعض يحتاج إلى الهدوء (مرضى، طلبة، عاملون في وظائف ليلية).
إذا تداخلت أصوات المساجد، يصبح الأمر غير مفهوم، ما يحول الفائدة إلى ضرر.
4. ما هو الحل المتوازن؟
مكبرات الصوت الخارجية للأذان فقط.
الصلاة والتراويح بالمكبرات الداخلية فقط.
ضبط مستوى الصوت لعدم الإزعاج.
التنسيق بين المساجد القريبة لتجنب التداخل.
الخلاصة
الصحيح هو الاعتدال. لا يمكن منع مكبرات الصوت بالكامل، ولا تركها دون تنظيم. الإسلام يدعو إلى عدم الإضرار بالآخرين، لذا يجب استخدامها بقدر الحاجة فقط.