منذ سنوات، أصبحت الدراما المصرية تعاني من أزمة حقيقية، لم تكن أزمة إنتاج أو تقنيات، بل أزمة قيم وأخلاق. في قلب هذه الأزمة، يقف مخرج مثل محمد سامي، الذي لم يترك بصمة في الفن إلا من خلال مشاهد العنف، والبلطجة، والابتذال، وكأنه يتعمد تشويه المجتمع المصري بأعماله التي تخلو من أي رسالة إيجابية.
🔴 تشويه متعمد لصورة المجتمع
في الماضي، كانت الدراما المصرية مدرسة للأخلاق والذوق الرفيع، تنقل واقع المجتمع بكل ما فيه من قيم وتحديات، لكنها لا تسقط في مستنقع الانحطاط. أما اليوم، فقد أصبحت المسلسلات، خاصة التي يخرجها محمد سامي، مجرد استعراض للغة السوقية، والعنف المجاني، والنساء الساقطات، والأبطال المجرمين الذين يتحولون إلى قدوة للشباب.
🔴 الرئيس يلمّح… والمجتمع ينتفض!
لم يكن استياء الرئيس من مستوى الدراما مجرد تعليق عابر، بل كان إشارة مقصودة إلى حجم الكارثة. فجأة، انتفض الجميع يهاجمون الدراما وصناعها، وأُعلن عن عقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة الأزمة. السؤال هنا: لماذا لم يتحرك أحد قبل ذلك؟! لماذا لم يدركوا حجم الكارثة إلا عندما أشار الرئيس إليها؟!
🔴 البلطجة… البطولة الجديدة في دراما سامي
في أعمال محمد سامي، تحول البلطجي إلى بطل، والخارج عن القانون إلى نموذج يُحتذى به، وأصبحت اللغة السوقية هي الأساس في الحوار. بل إن المرأة في مسلسلاته لا تُقدم إلا في صور مبتذلة، إما ضحية للبلطجة أو شريكة فيها، وكأن المجتمع المصري لا يضم سوى هذه النماذج المريضة!
🔴 الجمهور ليس غافلًا… لكنه مُستنزَف!
لا أحد ينكر أن الجمهور يتابع هذه الأعمال، لكن هل يعني ذلك أنها تستحق أن تُصنع؟! الواقع أن المصريين يعانون من غياب البدائل، فبعد أن كانت الشاشة مليئة بالأعمال الراقية التي تعبر عن هويتنا، لم يعد أمام المشاهد سوى الاختيار بين “البلطجي الظريف” و”الخائن الجذاب” و”البطلة المسترجلة”!
🔴 لماذا هذا الإصرار على تقديم القبح؟
هل هناك أزمة في الإبداع؟ أم أن هناك تعمدًا لفرض هذه النوعية من الدراما على المجتمع؟! لا يمكن أن يكون الفقر الفني هو السبب، فمصر تملك من الكُتّاب والمبدعين ما يجعلها في طليعة الدراما العربية، لكن المشكلة أن هناك من يتحكم في الصناعة ويوجهها نحو الإسفاف.
🔴 الفن رسالة… فأين الرسالة؟!
الدراما ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي قوة ناعمة تؤثر في الأجيال. فماذا تعلم شبابنا من دراما محمد سامي؟! هل تعلموا الحب الصادق؟ هل تعلموا الاحترام؟ أم أنهم تعلموا أن العنف هو الحل، وأن البلطجة طريق النجاح، وأن الشتائم والمخدرات مشاهد “واقعية” يجب أن تُعرض على الشاشات؟!
🔴 حين تصبح “الواقعية” ستارًا للإسفاف
الحجة الدائمة لصناع هذه الأعمال هي أنهم “يعكسون الواقع”، لكن أي واقع هذا؟! الواقع مليء بالشرفاء والمكافحين والعقول المستنيرة، فلماذا لا تُعرض هذه النماذج؟! لماذا تُختزل مصر في الحارات الشعبية العشوائية والعنف والدماء؟!
🔴 الإبداع ليس مبررًا للهدم
هناك فرق كبير بين الفن الهادف والفن الهدّام، وبين الإبداع الحقيقي والتجارة الرخيصة. في الماضي، ناقشت السينما المصرية العشوائيات والمشاكل الاجتماعية لكن بطريقة تحترم عقل المشاهد، فلماذا أصبح الطرح الآن مجرد تسطيح للأزمات دون أي محاولة لتقديم حلول أو رسائل إيجابية؟!
🔴 لا نريد وصاية… لكن نريد احترامًا!
نحن لا نطالب بالرقابة الحديدية، ولا نريد تقييد الإبداع، لكننا نطالب بأن يكون هناك حد أدنى من احترام الذوق العام. ليس معنى حرية الإبداع أن نُغرق الشاشات بمشاهد البلطجة والخيانة والخداع، وليس معنى الواقعية أن نعرض أسوأ ما في المجتمع ونتجاهل الجوانب الإيجابية.
🔴 إلى محمد سامي… اعتذر أو اعتزل!
إذا كنت تعتبر نفسك مخرجًا، فاعتذر أولًا عن كل ما قدمته من إفساد للذوق العام، ثم فكر في الاعتزال، لأن مصر لا تحتاج إلى دراما تهدم قيمها وتدمر شبابها. وإن كنت مصرًا على الاستمرار، فلتكن أعمالك في خدمة الحب والحق والجمال، لا في خدمة العنف والإسفاف!
🔴 الدراما المصرية أكبر من إسفافك!
مصر كانت وستظل رائدة الفن في العالم العربي، ولن تبقى أسيرة لنوعية هابطة من الأعمال تفرضها علينا موجة التسطيح والتسفيه. الفن قوة، ومن يملك هذه القوة عليه أن يتحمل مسؤوليتها، وإلا فليترك الساحة لمن يستحق!