كتب احمد عسله
في إطار حرص وزارة الأوقاف على إحياء الروح الإيمانية وتوسيع دائرة الأنشطة الدعوية المتنوعة، تبدأ مديرية أوقاف الشرقية، ولأول مرة، عقد مجالس الذاكرين بمساجد المحافظة، كل يوم خميس بعد صلاة المغرب وحتى العشاء.
يأتي هذا التحرك المبارك تنفيذًا لتوجيهات معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وفضيلة الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني، وبتفعيل مباشر من الدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية الذي يواصل الدفع بخطط ميدانية تهدف إلى ترسيخ الوعي الديني وتجديد الخطاب الروحي…
يتضمن المجلس الأسبوعي قراءة سورة “يس”، ثم شرحًا مبسطًا لأحد أحاديث الأربعين النووية، ثم إنشاد البردة الشريفة، ليُختتم بالصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم. روحانية مركزة تجمع بين الذكر والعلم والتذوق الجمالي.
تمثل هذه المجالس نافذة نور جديدة على طريق تزكية النفوس، وتفتح بابًا لكل من أراد أن يَنهل من معين الذكر والمعرفة، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى خطاب ديني يزرع الطمأنينة ويُعلي من قيمة السكينة.
كثيرون يظنون أن الخطاب الديني لا بد أن يكون وعظًا مباشرًا، لكن الحقيقة أن الذكر الجماعي، وتدبر الحديث، والتفاعل مع الشعر الروحي، كلها أدوات فعالة تلامس القلب قبل العقل، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الدين في صورته الجمالية الراقية.
ولأن للشرقية خصوصية في طابعها الشعبي والديني، فإن مجالس الذاكرين ستكون بإذن الله نقطة انطلاق لحراك دعوي مميز، يراعي روح العصر ويصل إلى الناس حيث هم، لا حيث نتمنى أن يكونوا.
تجربة تستحق الإشادة والدعم، ونتمنى أن تُعمم على باقي المحافظات، وأن تجد صدى طيبًا لدى الشباب والعائلات ورواد المساجد.
سيتم قريبًا الإعلان عن قائمة المساجد التي ستحتضن هذه المجالس في مرحلتها الأولى، تمهيدًا لتوسيع التجربة وتعميمها تدريجيًا.
نسأل الله أن يبارك في هذه الخطوة، وأن يجعلها بابًا لرحمته ونورًا في بيوت الله، وأن يرزقنا جميعًا الذكر والشكر وحسن العبادة.