خان الخليلي.. اختيار مدروس.. اختيار الرئيس لهذه المنطقة لم يكن عشوائيا خان الخليلي ليس فقط مزارا سياحيا بل رمز للهوية المصرية ومعلم يروي قرونا من الحضارة الإسلامية والفاطمية والمملوكية.
رسالة أمن وأمان حين يقرر رئيسان أن يتجولا سيرا على الأقدام وسط الآلاف في أزحم منطقة شعبية، فهذه شهادة أمنية عالمية، تقول للعالم: “هنا القاهرة، وهنا الأمن الحقيقي لا المسرحي”.
الشعب شريك الصورة التحية العفوية الهتافات الصادقة الباعة الذين لم يُجبروا على مغادرة أماكنهم.. كل ذلك أظهر صورة مصر الحقيقية : شعبها دفؤها وتاريخها الحي.
السياسة بثوب الثقافة مرافقة ماكرون في زيارة إلى مقهى نجيب محفوظ، الحائز على نوبل يدمج بين السياسية . ويضع مصر في قلب الخريطة الثقافية العالمية
إشارة ناعمة للناتو وأوروبا: زيارة ماكرون تأتي وسط توترات بين أوروبا وأمريكا وملفات دولية شائكة أبرزها الصراع الروسي الأوكراني، والموقف من القضية الفلسطينية الرسالة: مصر تقف بثقة في نقطة ارتكاز جديدة بين أوروبا والعالم العربي
استدعاء التاريخ في مواجهة الحاضر خان الخليلي والحسين والجامع الأزهر.. كلها مواقع شهدت مقاومة الشعب المصري للحملة الفرنسية. التجول فيها مع الرئيس الفرنسي له دلالة مزدوجة : تسامح المصريين.. وقوة ذاكرتهم.
الرافال كتمهيد جوي للزيارة استقبال ماكرون بطائرة “رافال” مصرية فرنسية الصنع يرمز لتحالف عسكري وتقني يعكس توازنات جديدة في العلاقات الدولية.
تسويق ناعم للمتحف الكبير.. زيارة المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه ومع رئيس دولة غربية، هو تسويق دولي مجاني، ورسالة بأن مصر حاضرة في صدارة الترويج للثقافة والسياحة.
مصر تعيش التاريخ لا ترويه فقط السيسي لا يعرض تاریخ بلاده کدليل سياحي، بل يعيشه.. يمشي فيه.. ويدعو زعماء العالم لمشاركته فيه. هذه رؤية لدولة تريد صياغة المستقبل من رحم الحضارة.
رد دبلوماسي ناعم على دعوات التصعيد في الوقت الذي تُدفع فيه المنطقة إلى فوهة بركان، ترد مصر بجولة تراثية.. ترفض جرّها إلى الحرب وتؤكد تمسكها بثقافة السلام.
السيسي المواطن: حين قال السيسي
لماكرون “أنا من هنا.. أنا ابن المنطقة دي”، فقد
اختصر فلسفته في الحكم.. القرب من الناس
والانتماء الحقيقي للوطن والبسطاء
قوة الصورة في مواجهة الإعلام المعادي.. لم تحتج مصر إلى بيانات مطولة، بل صورة واحدة جمعت رئيسين في خان الخليلي كانت أقوى من الف بيان سياسي.
ضربات ناعمة للإخوان وأبواق الفتنة في الوقت الذي تسعى فيه أبواق الجماعة الإرهابية لتشويه الواقع المصري، جاء المشهد ليغلق أفواههم لا قمع.. لا خوف.. بل دولة وشعب في تناغم.
مصر صانعة التوازنات الدولية بين فرنسا والولايات المتحدة .. بين أوروبا وروسيا.. بين القضية الفلسطينية والتطبيع.. تبرز مصر كفاعل رئيسي لا تابع.
خان الخليلي مركز إشعاع حضاري أن تفتح صفحات العلاقات الدولية من داخل شارع المعز فهذا اعتراف بأن الدبلوماسية المصرية لها مرجعية ثقافية لا فقط سياسية.
الرد على حملات التشكيك: المشهد يرد على كل حملات التشكيك في الداخل والخارج التي تتحدث عن هشاشة الأمن أو قمع الحريات أو غياب السياحة.
رسالة للمستثمرين.. الأمن، والابتسامة والحفاوة الشعبية .. كلها عوامل ثقة للمستثمر الأجنبي، بأن مصر مهيأة لمرحلة انتعاش اقتصادي وسياحي.
وحدة الصورة الوطنية في ظل خلافات إقليمية تبرز مصر بوحدتها.. لا انقسام، لا ميليشيات، لا شوارع مغلقة، ولا زعماء يختبئون خلف جدران
تحية للبسطاء.. أن يمر رئيسان وسط الباعة والمارة، ويصافحوهم.. فهذا تقدير رسمي للطبقة الشعبية المصرية، التي كانت دومًا قلب مصرالنابض.
الترويج للهوية البصرية كل زاوية كل حركة كل لقطة مصورة في الجولة كانت محسوبة لتروج صورة مصر الحديثة الأصيلة.
الخلاصة زيارة ماكرون لم تكن مجرد جولة سياحية ولا مجاملة دبلوماسية، بل كانت مشهدًا متكامل الأركان كتبه رئيس يعرف جيدًا متى يستخدم التاريخ، ومتى يُفعّل الجغرافيا ومتى يستثمر في اللحظة .. إنها مصر التي تعيش التاريخ وتُدرسه، وتُعلّم العالم أن الكرامة والسلام لا يُفرضان بالقوة.. بل يُصنعان من داخل خان الخليلي.