في الوقت اللي أمريكا بتغلي بالمظاهرات وولاياتها مشتعلة ضد ترامب وقراراته الأخيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بيتمشى مع الرئيس الفرنسي ماكرون في قلب القاهرة.. في الحسين وخان الخليلي وسط الناس وسط المحبة وسط القلوب اللي بتحبه وتحس بالأمان في وجوده.
مفيش مشهد أبلغ من كده. رئيس مصر بيقابل شعبه بوش مفتوح وبقلب مفتوح وابتسامة فيها طمأنينة وثقة. مش بيستخبى ورا الأسوار ولا بيحتمي بالكاميرات والدروع البشرية لأنه ببساطة.. في ضهره ناس بتحبه وبتصدق فيه وبتحس إنه منهم.
والمفارقة العجيبة – أو العِبرة الحقيقية – إن واحد زي ترامب بيدّعي القوة وبيهدد ويتوعد لكن شعبه هو أول من بيقف ضده. بينما السيسي، اللي بيتعرض لضغوط وتهديدات ومؤامرات، أول من بيحميه وبيسنده هو الشعب نفسه.
اللي حصل في زيارة الحسين مش مجرد نزهة رسمية. ده كان مشهد رمزي عميق. رئيس فرنسا نفسه شاف حاجة مش بيشوفها عنده في أوروبا: رئيس محبوب، والناس بتسلم عليه، وبيتصوروا معاه، وعيونهم مليانة حب مش خوف.
وسط كل التحديات اللي حوالينا، وسط الحروب اللي حوالينا، وسط الكراهية اللي بيزرعوها إعلامهم ضدنا، مصر بتبعث رسالة مختلفة: إحنا بخير، وإحنا مع بعض، والرئيس مننا وفينا.
وخليني أقولكم حاجة تانية اللي حصل في الجمالية مش سهل أبدًا من ناحية التأمين. أي خبير أمني هيقولك إن الحسين من أصعب الأماكن اللي تأمنها، عشان الزحام والتداخل والشوارع الضيقة. بس اللي حصل أكد إن الأمان الحقيقي مش بس في السلاح والكاميرا.. الأمان الحقيقي في قلوب الناس.
السيسي نازل من الجمالية، ابن الحسين، وأهله فاهمينه وواصلاه. مفيش غربة بينه وبين الناس، ولا مسافات. وده الفرق الحقيقي بين قائد محبوب، وقائد مرفوض.
ترامب بيفكر في التهجير، والسيسي بيرفض. ترامب بيضغط عشان نسيب سينا، والسيسي بيقول “دي أرضنا، ولو هنموت فيها كلنا”.
الناس فهمت. الشعب فهم. ويمكن لأول مرة، ناس كتير كانت محايدة أو مش مهتمة، بدأت تراجع مواقفها، وتكتشف إن اللي قدامهم مش مجرد رئيس.. ده جدار صد.
المعركة اللي جاية مش سهلة. وملف التوطين الفلسطيني في سينا مش هيركن. لكن وجود السيسي في الصورة، واقف قدام الغلط، خلى المصريين يحسوا إن في حد ماسك على المبادئ، ورافض يبيع ولا يساوم.
والمشهد ده كمان كشف مين اللي بيحب البلد دي بجد، ومين اللي شغال لحساب قوى برا. اللي بيشككوا في كل حركة وكل موقف، هم نفسهم اللي كانوا هيصفقوا لو اتنفذت خطة التهجير بحجة “حل الدولتين”.
اللي حصل في الحسين كان ضربة معنوية للعدو. صورة واحدة من الزيارة دي أقوى من ألف تصريح. صورة بتقول إن مصر مش هتقع، وإن القائد مع الناس، وإن الناس مع القائد.
الحقيقة إن فيه قوة ناعمة طالعة من المشهد ده. قوة بتقول للعالم إن مصر قوية بشعبها، مش بس بجيشها. وإن اللي بيفكر يقرب منها، لازم يفكر مليون مرة.
الجمالية رفعت راسنا. والحسين دايمًا منور. والزيارة دي هتفضل محفورة في الذاكرة، زي لحظات نادرة بنحس فيها بالفخر من غير ما نتكلم.
شكراً يا سيادة الرئيس إنك بتعرف إمتى تمشي وسط شعبك. وشكراً إنك بترد على التهديد بالفعل مش بالكلام. وشكراً لأهالينا اللي كانوا في الصورة.. ووراء الصورة