من كام سنة بس كانت رفح والشيخ زويد أشبه بمستعمرات خارج السيطرة.
كان أمين الشرطة لا يجرؤ يلبس زيه الرسمي ويمشي في الشارع…
كان صوت الرصاص أعلى من صوت الأذان وكانت الجماعات الإرهابية تسيطر وتفرض سطوتها بالسلاح والدم.
المعركة كانت شرسة طويلة ومكلفة لكنها كانت ضرورية..
كنا نخوض واحدة من أعنف حروبنا ضد التطرف وضد مشروع كبير كان عايز يخطف سيناء من حضن مصر.
مشروع تقسيم… مشروع خيانة… مشروع إخواني-صهيوني ملطّخ بالدم والغدر.
رجالنا وقفوا.
الجيش المصري، الشرطة المدنية، وكل مؤسسات الدولة…
والأهم الناس الغلابة اللي فضلت صامدة رغم كل حاجة رغم الحصار والخطر.
سيناء كانت بتنزف كل يوم…كل شبر فيها عليه نقطة دم لشهيد…
كل تلّة كل بيت كل شجرة زيتون هناك شايلة وجع أم ودموع زوجة وصورة ابن ما رجعش.
النهاردة حصل المشهد اللي بيحكي كل حاجة…
رئيس مصر عبد الفتاح السيسي ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون بيتحركوا بعربياتهم في رفح!
رفح يا مصريين…
اللي كانت من سنوات قليلة وكر من أوكار الإرهاب بقت ساحة سلام وأمان مفتوحة على العالم.
دي مش لقطة بروتوكولية ولا زيارة مجاملة…
دي لحظة انتصار!
لحظة بنقول فيها للعالم إحنا قدّرنا نحافظ على بلدنا ونسترد أرضنا ونطهرها ونبنيها تاني.
النهاردة افتكرنا كل ظابط مات في كمين كل جندي استُشهد وهو بيأمّن دورية كل مدني خطفوه أو قتلوه الإرهابيين لأنه قال “أنا مصري”.
افتكرنا كل شهيد رجّع لسيناء كرامتها افتكرنا كل أم مصرية ودّعت ابنها والنهاردة بدموعها بتقول “ما راحتش هدر يا ضنايا”.
النهاردة بنشوف بعنينا إن الدم ما راحش وإن التضحيات أثمرت…وإن سيناء الأرض المباركة رجعت حرة وآمنة.
تحيا مصر… بجيشها بشعبها برئيسها اللي عمره ما باع ولا خاف ولا ساب أرضه…