في الأيام الأخيرة تداول البعض عبر منصات السوشيال ميديا مقطع فيديو مزعوم يُظهر مجموعة من المصريين في احتفال مليء بالغناء والرقص، مما تم تصويره بطريقة خاطئة على أنه “فرح” على “مجزرة” غزة. لكن، مع كل الاحترام والتقدير، يثبت الواقع أن هذا الفيديو قديم للغاية، يعود إلى شهر يناير من هذا العام، وكان في مناسبة غالية على قلب كل مصري: “وقف إطلاق النار” الذي تحقق بفضل الجهود المصرية.
لقد تجمَّع المصريون في ذلك اليوم، ليس للاحتفال بترفيه أو تفاهات كما روج البعض، ولكن تضامنًا مع أشقائنا في فلسطين، ومع حب عميق لهذا الوطن الذي جمعنا تحت رايته. كان هدفنا الأسمى في ذلك الوقت هو إظهار وحدة الشعب المصري وتأكيد مواقفه الثابتة ضد الاحتلال الصهيوني، والرفض التام لمحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة. كانت تلك اللحظة فرصة للتأكيد على مواقف مصر الثابتة تجاه القضايا العربية الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين.
للأسف، استغل البعض هذا المقطع القديم في ترويج أكاذيب مغرضة تهدف إلى تشويه صورة الشعب المصري واتهام الجميع بأنهم يرقصون على “أشلاء الفلسطينيين”. وهذه محاولات فاشلة لا تعكس حقيقة ما حدث ولا تطابق واقع ما جرى في ذلك اليوم. الفيديو المتداول لم يكن إلا لحظة تعبير شعبي عن فرحة بإيقاف الحرب، وكان حافلًا بالهتافات المنددة بالاحتلال وليس بأي شكل من أشكال الرقص أو الغناء الترفيهي الذي حاول البعض أن يروج له.
إننا نشيد بموقف القيادة المصرية التي قادت جهودًا حثيثة في وقف إطلاق النار، وكان لكل المصريين دورهم في هذه اللحظة التاريخية التي جسدت وحدة وطنية عالية بين الشعب والقيادة. وهذه الجهود تظهر مرة أخرى كيف أن مصر ليست مجرد بلد عادي في المنطقة، بل هي القوة المحورية التي ترسخ الأمن في المنطقة وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
من المؤسف أن نجد في هذه الفترة بعض الأصوات التي تعمل على نشر الأكاذيب وترويج الإشاعات. هؤلاء الذين لم يتوقفوا يومًا عن التشكيك في وطنهم وفي القيادة الوطنية، ولم يراعوا مصير الشعب الذي يواجه تحديات كبيرة على جميع الأصعدة. في الوقت الذي كان فيه المصريون يقفون صفًا واحدًا من أجل وطنهم، كانت بعض الأصوات المشبوهة تردد الأكاذيب والاتهامات دون أي دليل حقيقي، وها هي الحقيقة تظهر الآن لتصفع هذه الأكاذيب.
إن هذه المحاولات اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ولا من حبهم لوطنهم. الشعب المصري قوي، ويعرف كيف يواجه الأزمات ويقف خلف قيادته السياسية. إن التصحيح الآن ضروري، والتأكيد على أننا كنا في ذلك اليوم، في يناير، نحتفل بنجاح مصر في وقف الحرب، لا بالرقص على آلام الفلسطينيين كما ادعى البعض. إنها دعوة للتركيز على قضايا أكبر من هذه الأكاذيب، والنظر إلى حجم الإنجازات التي تحققها مصر يومًا بعد يوم.
مصر اليوم تتعافى وتثبت أنها لا تتوقف، بل تستمر في التقدم نحو المستقبل. الشعب المصري متوحد حول بلده، وحول قيادته السياسية، متمسكًا بالقيم الوطنية الراسخة التي تعلي من شأن الوطن وتضعه في مقدمة أولويات كل فرد من أبنائه.
اليوم، وبينما تواصل الدولة المصرية مسيرتها لتحقيق المزيد من الإنجازات على الأرض، نجد أن هناك من يسعى بكل قوة لنشر التشكيك والفوضى. ومع كل محاولة للنيل من صورة مصر، تزداد صورة الوطن وضوحًا، تزداد لحمة الشعب مع قيادته.
في النهاية، نقول: الحمد لله على كشف الحقائق. مصر أثبتت مجددًا أنها قوية بشعبها وقيادتها، وأن من يسعى للنيل منها لن يحقق سوى الفشل. حيا الله مصر، وحيا الله الشعب الذي لا ينكسر، والذي يدافع عن وطنه في السلم وفي الحرب، سواء على الجبهات أو في ساحات الإعلام.
خاتمة: إننا، كمصريين، نؤمن بأن وحدة الشعب حول قيادته هي سر نجاح مصر في مواجهة أي تحدٍ داخلي أو خارجي. وما شهدناه من أكاذيب وأباطيل في الفترة الأخيرة، لن يؤثر في عزيمتنا ولن يقلل من التزامنا ببناء وطن قوي، يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، بعيدًا عن التفاهات التي يسعى البعض لنشرها.
مصر لا تقتصر على هذه الفئة أو تلك، بل هي وطن لكل أبنائه، يدافع عنه جميع المصريين بكل قوتهم وإرادتهم.