في عالم الكرة كما في كل ميادين الحياة، لا يكفي أن تصنع مجدًا يومًا، إنما الأهم أن تحافظ عليه. وللأسف، مارسيل كولر، مدرب الأهلي، كان نموذجًا صارخًا لمن جف نبع عطائه، ومع ذلك أصر بكل عناد الدنيا أن يبقى، حتى وإن دفع الثمن جمهور الأهلي، وكبرياء الأهلي، واسم الأهلي!
كنا نظن أن كولر مشروع مدرب عبقري.. فإذا به يتحول إلى مشروع مدرب معاند، متغطرس، لا يرى إلا نفسه، ولا يسمع إلا صوته، ولا يحترم إلا أفكاره، مهما كانت كارثية.
من فريق مليء بالنجوم، صنع كولر توليفة من التيه والتخبط. رحل من رحل من اللاعبين تحت سطوة عناده، وفقد الفريق شخصيته التي طالما أفزعت الخصوم، وتحول الأهلي الكبير إلى حقل تجارب، واللاعبون إلى بيادق تُنقل بلا روح فوق رقعة الميدان.
أخطاؤه لم تكن مجرد اجتهادات خاطئة، بل كانت سلسلة “افتكاسات” ممنهجة، أسقطت الأداء، وأرهقت اللاعبين، وجعلت من كل مباراة مغامرة غير محسوبة، لا أحد يدري أين بدايتها ولا كيف تكون نهايتها.
ولم يكتفِ كولر بتكرار الفشل، بل أصر عليه، وأصر على البقاء كأن الأهلي ملكية خاصة ورثها عن أجداده. نسى أن الأهلي نادٍ لا يقبل الفشل ولا يتعايش مع العجز ولا يسكت عن الإهانة.
كل ما قُدِّم له من صفقات ودعم وأسماء كانت كفيلة بأن تصنع فريقًا يهابه الجميع، لكنه تعامل مع كل ذلك باستهتار مريب، فأهدر الطاقات، وأضاع الفرص، وخذل جماهير لا ترضى بغير القمة.
كولر اليوم ليس المدرب الذي استبشرنا به خيرًا. هو مدرب أصر أن يُخرج أسوأ ما فيه وأسوأ ما في الفريق، بكل كبرياء غبي لا يليق بمكانة الأهلي.
حين تتوقف عن العطاء.. يصبح بقاؤك عبئًا.
وحين تصر على الفشل.. يصبح وجودك كارثة.
وللأسف.. هذا ما فعله كولر بنا!..
