كتب احمد عسله
في مشهد مهيب غير مسبوق قدّم المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية واجب العزاء في وفاة المستشار أحمد دياب نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية بالشرقية وذلك مساء اليوم بمدينة الزقازيق وسط حضور شعبي ورسمي كثيف جسّد حجم المحبة التي حظي بها الفقيد والمكانة العظيمة التي احتلها في قلوب أبناء المحافظة.
قدم المحافظ خالص العزاء لأسرة المستشار الراحل داعياً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان مؤكداً أن محافظة الشرقية فقدت قامة قانونية ووطنية نادرة ورمزا من رموز الأخلاق والجدعنة والانتماء.
أعربت أسرة الفقيد عن خالص تقديرها للمحافظ على حرصه الكبير على الحضور شخصيا لتقديم واجب العزاء مثمنين هذه اللفتة الإنسانية الرفيعة التي كان لها بالغ الأثر في التخفيف من ألم الفقد كما عبّروا عن امتنانهم لكل من شاركهم لحظات العزاء في رحيل من وصفوه بـ”عمود المحافظة ووجه الكرامة وسند الناس الغلابة”.
رافق المحافظ في أداء واجب العزاء كل من الأستاذ الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ واللواء أ.ح رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقيادات المحافظة التنفيذية والشعبية وممثلي الجهات القضائية والأمنية ولفيف من القيادات المجتمعية والدينية.
*عزاء المستشار دياب.. ملحمة وفاء شعبية ووطنية
شهدت مدينة الزقازيق توافد الآلاف من المواطنين من مختلف مراكز المحافظة وعدد من المحافظات المجاورة لحضور مراسم العزاء التي تحوّلت إلى ملحمة إنسانية نادرة عكست حبًا جارفًا ووفاء استثنائيا لرجل استثنائي قلما يجود الزمان بمثله.
وامتلأ سرادق العزاء منذ الساعات الأولى بأهالي الشرقية من كل فئات المجتمع: قضاة، محامون، رجال أمن، شيوخ، شباب، فلاحين، عمال، إعلاميين، وشخصيات عامة، اجتمعوا جميعًا على كلمة واحدة: “أحمد دياب كان منّا وفينا.. وكان أب وأخ وسند قبل أن يكون قاضيًا”.
وأكد الكثير من الحضور أن ما جرى في عزاء المستشار دياب لم يكن عزاءً اعتياديًا، بل كان بمثابة تظاهرة حب وشهادة شعبية خالصة على مسيرة رجل أفنى عمره في خدمة الناس قبل أن يخدم القانون، وسعى دائمًا في الخير، ولم يتأخر يومًا عن واجب أو مظلوم.
رمز الشرقية وبصمة في تاريخ القضاء
ويُعد الراحل المستشار أحمد دياب واحدًا من أبرز أبناء الشرقية الذين رفعوا اسم المحافظة في مجالات القانون والعمل العام، حيث كان نائبًا لرئيس هيئة النيابة الإدارية، وتميّز على مدار سنوات عمله بالانضباط، والنزاهة، والالتزام الأخلاقي، فضلاً عن سمعته الطيبة التي سبقت حضوره في كل مكان.
لم يكن المستشار دياب مجرد مسؤول، بل كان شخصية مجتمعية محبوبة لها حضور قوي ومؤثر في كل مناسبة عامة وخاصة. وكان بيته في مدينة الزقازيق ملتقى للجميع، وساحته مفتوحة للناس جميعًا، دون تفرقة أو شروط، وكان دائم الحضور في أفراح الناس وأحزانهم، صانعًا للبهجة، وجابرًا للخواطر.
عبّر كثير من محبيه في كلماتهم ودموعهم عن عمق الفقد مؤكدين أن الشرقية ودّعت اليوم أحد أهم رموزها الإنسانية والقضائية وأن أثره سيبقى خالدا في نفوس كل من عرفه أو سمع عنه او تعامل معه.




