كتب احمد عسله
تحت رعاية نقيب الكتاب الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادى ( الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ) ، نظمت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدى. ، ندوة تحت عنوان ( الزوجة المصرية القديمة ) ، وقد بدأ الكاتب والأديب عبدالله مهدى الندوة بالتأكيد.على أن الاهتمام بعلم المصريات لا يزال يتصدر اهتمام الباحثين في العالم ، ويكتسب هذا الاهتمام قوة دافعة كل عام ، وهذا الاهتمام ليس نابعا من فراغ ، كما أنه ليس وليد الصدفة ، وإنما هو نتاج طبيعى ، ومنطقى ، للحضارة المصرية القديمة ، التى لم تبح — بعد — إلا بالنذر اليسير من أسرارها ، والتى لا تزال مقومات عبقريتها كنوزا ثمينة ، وإرثا مشتركا للبشرية بأسرها ، تطرح كل يوم تأملات جديدة ، وتبصرات جديدة ، ومعانى جديدة ومتجددة …
وأوضح الكاتب والأديب عبدالله مهدى بأن عكوف باحثينا من شتى التخصصات على سبر أغوار تلك الحقبة المجيدة من تاريخ بلادنا ، وتاريخ العالم بأسره ، لا يدخل في باب ( النكوص ) إلى الماضى السحيق ، والتعلق بفردوس مفقود ولى زمانه وسقطت أوراقه الذهبية مع هيمنة ” الخريف التاريخى والحضارى ) الذى فرضته عوامل متعددة على بلادنا .
وبين الكاتب والأديب عبدالله مهدى ( رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة ) بأن هءا الاهتمام بالماضى ليس هروبا من الحاضر ومشكلاته وتحدياته ، وليس تعلقا بأمجاد الأسلاف الغابرة كمجرد ( تعويض ) عن تردى أوضاع الأحفاد ، وتراجع مكانتهم على خارطة العالم المعاصر ، ولكن الهدف هو بالأحرى — اكتشاف القوانين — التى تكمن خلف مراحل الازدهار والانحطاط ، واستخلاص الدروس المستفادة من ملابسات الصعود والهبوط التى اكتنفت حضارتنا المصرية القديمة ، وذلك لتوظيف وعينا بهذه القوانين وتلك الدروس في مشروع حضارى جديد لبلادنا ، يتناسب ليس فقط مع ماضيها التليد ، وإنما أيضا مع مكانتها التى لا تزال تتبوؤها — رغم كل شيئ بحكم التاريخ والجغرافيا والوضع ( الجيوبوليتيكى ) وتأتى ندوة لجنة الحضارة المصرية القديمة ( الزوجة المصرية القديمة ) انتصارالدور الزوجة المصرية وتقديرا له ، ومساهماتها في تماسك المجتمع واستقراره …
الزوجة الملكة
————-
وتحدثت الباحثة الٱثارية / ناجية نجيب فانوس ( مدير عام سابق بالمتحف المصرى )
عن نماذج متعددة لقمة الحب والوفاء والتضحيات التى وجدتها في كل آثار اجدادها وجداتها المصريات قديما علي وجه الخصوص ، وءكرت : لكني دائمآ كنت اتوقف عند ثلاثة نماذج عظيمة انحني لهن لمواقفهن وادوارهن الشجاعة وهن البطلات :
تتي شيرى جدة الملك احمس الأول وكامس
والملكة اع حتب
والملكة
احمس نفرتارى
تيتى شرى، الداعم الأكبر فى عائلة الأبطال التى كانت طالما تحث ابنتها وأحفادها على تحرير الأرض والعرض وعدم الاستسلام للعدو حتى الموت، هى من قالت لابنتها المطيعة الملكة إياح حتب التى أخذت بنصيحة والدتها الملكة تيتي شيرى عندما قالت لها ” لا تبكى على أبيكِ أو زوجك ولكن أبكي على بلدك ، قولى لابنك لن تكون ولدى حتى تحرر بلدى “.فكانت لهم المثل الأعلى الذى ظل محفوراً بداخلهم طول رحلة الكفاح ضد الهكسوس الذى أكسبهم مناعة ضد كل عثرات ومصائب الحرب والقضاء على الأعداء وسقوطهم شهيدا تلو الآخر حتى النصر.
الملكة احمس نفرتارى اول قائدة عسكرية في التاريخ قادت جيش مصر لاستكمال النصر
وقد استطاعت بالفعل احمس الأول ان يطرد الهكسوس نهائيا خارج مصر
تحدثت أيضا عن الملكة تي وكيف كانت محبوبة لزوجها الملك العظيم امنحوتب الثالث الذى اقام لها تماثيل بحجم يفوق تماثيله كذلك اختام الجعارين استعملتها. في القرارات الرسمية وكانت تسمي المحبوبة لدى زوجها
وأورد الكاتب والأديب عبدالله مهدى الدستور الذى أسس أركانه الحكيم ( بتاح حتب ) في كيفية التعامل الصحيح مع الزوجة ، ورسم فيه السياسة المثلى التى تكفل حسن المعاشرة ودوام المودة والتٱلف ، واستمرار التعاطف بين الزوجين ، فيقول حكيمنا ( بتاح حتب ) ::
أحبب زوجك في البيت كما يليق بها
املأ بطنها واكس ظهرها
واعلم أن الضموخ علاج لأعضائها
أسعد قلبها ما دامت حية
لأنها حقل طيب لمولاها
فالحب أساس العشرة الزوجية ونرها ذلك رأى العين في كل الرسوم التى وردت على جدران المقابر ، أو في التماثيل التى خلفها المصريون القدماء …
الزوجة القديمة من وجهة نظر فنية
————————————
وتحدثت الدكتورة / رشا كمال ( مدير عام الإدارة العامة للوعى الأثرى ، بوزارة السياحة والأثار ) عن الزوجة المصرية من نظرة فنية مستثمرة كونها فنانة تشكيلية فذكرت ؛
حيث سلطت الضوء على دور النحات والفنان المصري القديم في إبراز مكانة المرأة داخل الأسرة والمجتمع من خلال أعماله الخالدة.
فقد استخدم الفنان المصري أدواته ببراعة ليوثق قوة العلاقة الزوجية في تفاصيل المنحوتات والنقوش، فعكست طريقة الجلوس المتقاربة، ووضع اليد على الكتف أو اليدين المتشابكتين رموزًا للمودة، والاحترام، والارتباط العاطفي العميق بين الزوجين.
ومن خلال أعماله، استطاع النحات المصري أن يجعل من الحجر لغة صامتة تنطق بالمشاعر الإنسانية، مقدّمًا المرأة كرمز للحب، والوفاء، والاستقرار الأسري.
كما كشفت الدكتورة رشا كمال عن نماذج خالدة من قصص الحب في مصر القديمة مثل إخناتون ونفرتيتي، ونفرت ورع حتب، والقزم سنب وزوجته، والتي تجلت فيها حساسية الفنان المصري في تصوير العلاقة الزوجية بروح من النبل والرقي الفني، لتظل هذه المشاهد شاهدًا على عمق الوعي الجمالي والإنساني في الحضارة المصرية القديمة.
الزوجة المصرية البسيطة
وتحدثت الباحثة منيرة محمد حمدى ( مسئول النشاط الثقافى بالمتحف المصرى ) عن الزوجة المصرية القديمة البسيطة كالفلاحة التى كانت تعاون زوجها في كل أعمال الحقل ، وكانت تقوم على رعاية أولاده وحيواناته أجل رعاية وذكرت تشريعات الزواج في مصر القديمة والتر انتصرت للمرأة وحقوقها ، وأكدت بأن أشهر زوجة في التاريخ الإنسانى ( إيزيس ) وتناولت الأسطورة الشهيرة ( إيزيس وأوزوريس ) بالتحليل والتفنيد الذى جذب إليها جميع الحضور …
كما تداخل الباحث عياد بسيونى في الندوة فأكد على أهمية الاهتمام بإرثنا الحضارى والتاريخى وذكر سعيه من أربع سنوات لرصد وتسجيل وتحليل كل المزارات الدينية في مصر ، وقد أشفق على اجتهاده الحضور لحاجته لمجهود كبير ، وأخذ الجميع على يده وشجعوه على أهمية الانتهاء من بحثه في أقرب فرصة … وكانت مداخلة الأستاذ الدكتور محمد غنيم ( نائب رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة ) مهمة حول تشريعات الزواج والطلاق في مصر القديمة ، وحرص المصرى القديمة على استقرار الحياة الزوجية ، واحترامه لزوجته وتقديره لها …
وكانت مداخلة الإعلامية القديرة أسماء الهوارى ( كبيرة مذيعين بإذاعة الشرق الأوسط ) رائعة حيث تحدثت عن قيمة الزوجة المصرية عبر العصور وتناولت أنموذج رائع لاحداهن إبان ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م وكانت بائع متجولة للخضار ، وحرصت البائعة في حديثها عن عدم المساس بوطنها العزيز مصر ، وقد لفتت تلك القصة الرائعة نظر السينارست الكبير الأستاذ إبراهيم محمد على الذى ذكر ثائرا أهمية التقاط تلك النماذج الوطنية الرائعة في الدراما المصرية ، كما فجر قضية مهمة وهى ( كيف تناولت الدراما المصرية الحضارة المصرية القديمة ؟!! ) وتعجب من عدم الاهتمام بتوظيف هذا الإرث الحضارى الخالد ، في الدراما بكافة أنواعها ، بدلا من تلك الأفلام الأجنبية المزيفة التى تناولتها وتحمل أغراضا متنوعة للنيل من وطننا العزيز مصر …
وأشاد الإعلامى القدير عاصم عبدالفتاح بلجنة الحضارة المصرية القديمة ودورها فى نشر الوعى بهذا الإرث التاريخى والحضارى الخالد ، وحرصه دائما على حضور كل فعاليات اللجنة لكم التنوير التى تشعه تلك الندوات والفعاليات على حضارتنا الخالدة …
وفى نهاية الندوة وزع الكاتب والأديب عبدالله مهدى ( رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة ) شهادات المشاركة والتقدير على المحاضرات ، اللائى شكر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر على تنفيذ تلك الندوة الرائعة ، أملات المشاركة في فعاليات قادمة …