على أغلب الظن وفي سياق الحكمة، تجري أمور الناس بحسن بلاء، حين تتسق وتتفاعل افكار ومعتقدات وتوجهات مؤسسات وكيانات ومواطني الدولة في منظومة شاملة متكاملة، ويثق بعضهم في بعضهم، ونسدد ونقارب في الرؤى المتباينة، ويتحمل كل منهم مسئولياته في التعاون والتضامن والانتماء الحقيقي والإخلاص لله وللوطن (رغبا ورهبا، طوعا وكرها)، في سياقات اجتماعية واخلاقية وعقل وضمير جمعي، بكل حكمة وأمانة وشرف، من أجل مصر وما يؤسس للحفاظ على أمنها واستقرارها وارتقائها.
أولا: لأنها مناسبة جلية لمن يريد دعم الدولة المصرية دعما حقيقيا جوهريا بشرف وأمانة، ويسعى لتثبيت مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، والحفاظ على كرامتها وحريتها وإرادتها، ولمن يريد إسكات أصحاب الفتن الساعين لنشر الفوضى ولإسقاط مصر، ولقص ألسنة الواشين النمامين السليطة، ولكي نسترد للنائب هيبته ووقاره واحترامه الذي ضعف في الآونة الأخيرة.
ولمن يدعي أنه في ظهر القيادة السياسية ويساندها ويحترمها، ولمن يذيع ليل نهار ويعلن في الأصابح والأماسي وفي كل مناسبة وفي غير مناسبة، أنه يؤيد ويدعم ويساند الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويدرك ويعي همومه ومعاناته، ولكل مصري وطني مخلص يسعى بكل فخر لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على ارض مصر وصون كرامتها.
ومن أجل ممارسة الديمقراطية ونشر ثقافتها ولتحفيز المواطن للذهاب إلى صندوق الانتخاب، ومشاركته بفاعلية وصدق في انتخاب من ينوب عنه، ولدعم توجه القيادة السياسية الحكيمة للارتقاء بالسياسة المصرية وتمكين الجدارات والكفاءات والمتخصصين، وللأخذ بالعبرة من دروس سابقة في ترشيح وانتخاب النواب (برلمان ٢٠١٠)، فالنظر إلى اخطاء الماضي درس وعبرة للنجاح في المستقبل، وعظائم النار من مستصغر الشرر.
ثانيا: ولكونها مصر………….. فبيت القصيد…………… :
من منظوري فإن المسألة (القضية) ليست فقط في نظم الحكم او قانون الانتخاب أو تقسيم الدوائر الانتخابية أو الإشراف القضائي، أو الأحزاب السياسية القائمة أو تأسيس أحزاب جديدة، إنما المسألة أيضا في تزكية وترشيح أو انتخاب (قائمة/فردي/ تعيين) من ينوب عن الناس ترشيحا وانتخابا موضوعيا نزيها مجردا من الأهواء الشخصية وبعيدا عن المصالح والمكاسب الذاتية.
ليكن الانتقاء مؤسس على معايير وطنية وأخلاقية واجتماعية وتكنوقراطية (ليس فقط أهل الثقة)، ومن سيقدم الجديد ويتمتع بالابتكار والتجديد، ويحظى باحترام الناس، وله حظ عظيم من الأمانة والنزاهة والشرف، ويتمتع بسمعة طيبة وسيرة ذاتية تعكس خبراته وجداراته التي تزكيه وتؤهله لتحمل المسئولية، ولديه خبرة في العمل السياسي بصفة حزبية أو بصفة مستقلة.
لتكن رؤيتنا لتزكية المرشح مجردة من ارستقراطية المال والصداقة والمصاهرة والعرق ولون البشرة، أو ذوي قربى لشخصية نافذة صاحبة مال أو سلطة، ليكن المعيار الرئيس للترشيح وللانتخاب: الكفاية والكفاءة والإخلاص لله وللوطن، والانتماء لمصر وليس لشخص أو جماعة، ولديه رؤية ورسالة وأهداف واضحة للارتقاء بمصر وشعبها.
ومن ثم فإنني اقترح وأوصي، إضافة لما سبق، بضرورة التحقق من الصحة النفسية والصحة العقلية، على وفق الصحة الجسدية، لمن يتم تزكيته أو ترشيحه، ويقدم رؤية ورسالة وأهداف لعمله ولبرنامجه الانتخابي.
إنها مصر وأمنها القومي، وإنني لأدركها قضية أمن قومي، فمصر ليست لعبة، والترشح ليس نزهة وتربح وترزق، إنها المسئولية والتكليف، وليس التشريف، كد وعناء، بحاجة إلى من يحزم أمره، ويأخذ نفسه من ضروب الشدة بما لا يأخذ الرجل به نفسه إلا أن يكون من أولي العزم.
بهذا نسهم في ارتقاء مصر سياسيا وديمقراطيا، ونعزز انتصارها للعدل السياسي وللعدل الاجتماعي، ويقوى التوحد والاصطفاف حول القيادة السياسية، ويدرك المواطن أننا نسير نحو التصحيح في جميع مناحي الحياة، الذى أوصى ويوصي به الرئيس السيسي، وانها انتخابات حقيقية، وتزداد الثقة في الجهات التى خول لها الترشيح والاطمئنان لها، لاننا نثق في وطنيتها وإخلاصها، وندركها حكيمة، ونؤكد للجميع أنها صاحبة ضمير وطني مسؤول، وعقل يقظ مهموم باستقرار الوطن وحمايته، ولتخفيف الثقل العظيم الذي تحمله مع فخامة الرئيس.
ثالثا: كما اناشد طبقة المثقفين والعلماء واساتذة الجامعات والمعلمين والمهندسين والأطباء…إلخ بالذهاب إلى صندوق الانتخاب والمشاركة الايجابية في الحياة السياسية والاجتماعية، وكف عن دور المشاهد والمتابع على وفق من يشاهد فيلما أو مسلسلا تليفزيونيا، فهذا حق لكم وواجب وطني ومسؤولية عليكم، لننتج مجالس نيابية رصينة راقية ونوابا جديرين بتحمل المسئولية لخدمة الوطن والمواطن وليس السعى لخدمات ذاتية، فنحن من نصنع النائب.
الناخب (المواطن المصري) هو صانع نواب مصر، ونواب مصر هم ناتج ومنتج للناخب، والانتخاب حق دستوري، وواجب وطنى، وحماية للأمن القومي المصري، وصورة راقية متحضرة تعكس للعالم أننا شعب يعي معنى الديمقراطية.
لنجعل النائب يحترمنا، احترام بالتمسك بمصلحة مصر والحفاظ على أمنها القومي، وصون لقيمنا ولكرامتنا واخلاقنا وضميرنا، ولا نسمح لأحد أن يملي علينا او يوجهنا، بل نجعل ضميرنا الوطني ورجولتنا موجهات ومعايير لاختيار المرشح الذي يستحق صوتنا، ولا نسمح ابدا لأحد أن يشتري ضميرنا ووطنيتنا، ولا نسمح حتى لأنفسنا ان نبيع ضميرنا كي نشتري مستقبلنا بثمن بخس.
رابعا: لم أكن يوما مخادعا ولا مجاملا، لقد عاصرت وشاركت وأدرت (في مدينة القنايات محافظة الشرقية) تفاصيل انتخاب رئيس مصر ٢٠١٨ والتعديلات الدستورية ٢٠١٩ وانتخابات مجلس الشيوخ ٢٠٢٠ وانتخابات مجلس النواب ٢٠٢٠ وانتخاب رئيس مصر ٢٠٢٤ وتحقق لي كما تحقق للكثير أن مصر تشهد انتخابات حرة نزيهة بإشراف قضائي شريف، ورعاية من قيادة سياسية حكيمة تنشد وتأمل في ديمقراطية حقيقية، وحريصة على بناء وتشكيل مؤسسات الدولة، فصوتك محترم ويحترم وله قيمة ومؤشر لوطنيتك وواجبك نحو وطنك.
إننا جديرون بأن نبرهن للعالم بإن مصر دولة مؤسسات تتمتع بالحرية والديمقراطية وأن المواطن المصري ناضج وواع سياسيا، وأننا سنصنع صنيعنا وسنسعي ما استطعنا إلى ذلك سبيلا لنزكي ونرشح وننتخب النائب الجدير بحمل المسؤولية والأمانة، ولا نجعل أحد يقول لنا: لا تلوموني ولوموا أنفسكم، واليوم اللوم عليكم.
خامسا: ليس لي غاية خاصة، لكن اشهد الله أنني كنت وما زلت حريصا على الارتقاء ببلدتي وبوطني مصر، وانني عشت وسأعيش مخلصا ومحبا ومنتميا لها (ولا أزايد على أحد في هذا الاخلاص والحب والانتماء) فلا هوية لنا دون وطن ننتمي إليه، ولا شيء يزن الوطن ولا شيء يضاهيه.
ولله تعالى حكمة خلق بها عقول الناس وضمائرهم، وأجرى بها أمور العباد والبلاد، ووهب الحكمة والخير والأمن والسلام لمن يستحقون، والله تعالى غالب على أمره، قد جعل لكل شىء سببا وقدرا.
طبتم يا أهل مصر الطيبين الأخيار، ودمتم بخير ونفس مطمئنة راضية مرضية، تحيا مصر وحفظ الله جيشها العظيم وقائدها الحكيم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي AbdelFattah Elsisi – عبد الفتاح السيسي
ا.د. أبوالمجد الشوربجي
استاذ القياس والتقويم التربوي
كلية التربية جامعة الزقازيق