كتب أحمد عسله
في لحظة سامية احتفى فيها العالم الإسلامي بعالمٍ جليلٍ ورمزٍ إنساني كبير جاء التكريم من أقاصي الشرق حيث منحت مملكة تايلاند الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف جائزة “أفضل شخصية إسلامية في العالم” لعام 2025 تقديرا لمسيرته النبيلة ومواقفه الحكيمة في ترسيخ قيم التسامح والعدل والرحمة.
التكريمٌ ليس لشخص الإمام فحسب بل لرسالة الأزهر التي يحملها بصدق واعتدال ولسنواتٍ من الجهد الفكري والدعوي الذي أعاد للإسلام صورته الحقيقية: دين العقل والمحبة والسلام.
بهده المناسبة نرسل ارق التهاني وأصدق التبريكات للإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب بمناسبة فوزه المستحق بلقب “أفضل شخصية إسلامية في العالم” لعام 2025، من مملكة تايلاند.
فوزٌ يليق برجل لم يتوقف يوما عن حمل راية الوسطية والدفاع عن صحيح الدين في مواجهة الغلو والتطرف والجهل.
الجائزة، التي تُمنح سنويًا من المجلس الإسلامي الأعلى في تايلاند تأتي تتويجا لمسيرة زاخرة بالعطاء والفكر والقيادة الروحية الرفيعة.
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يُعد واحدا من أبرز علماء الإسلام في العصر الحديث.
شخصية جمعت بين الأصالة والمعاصرة بين الفقه العميق والطرح المستنير.
استندت الجائزة في منحها إلى الإمام الأكبر على مواقفه الثابتة في ترسيخ ثقافة السلام والتعايش واحترام الآخر.
كما نُوه بإسهاماته الجليلة في نشر الفكر الوسطي المعتدل وقيادته للمؤسسة الأزهرية العريقة نحو آفاق أرحب من التأثير العالمي.
الدكتور الطيب لم يكن فقط إماما للأزهر بل رمزا عالميا للتسامح والحوار والتجديد.
وقد عبّرت جهات دولية ومحلية عن فخرها بهذا التكريم مؤكدين أنه استحقاق لمن يحمل راية الاعتدال في زمن الفتن.
عرف عن الإمام الأكبر ثبات الموقف وشجاعة الكلمة خاصة في القضايا المصيرية للأمة الإسلامية.
سواء في دفاعه عن القدس، أو في موقفه من الإساءة إلى الإسلام، أو حتى في نقده العاقل لبعض الموروثات الفكرية.
يقود الطيب الأزهر منذ 2010 وشهدت فترته تحولات كبرى في الخطاب الديني والتواصل الحضاري مع الآخر.
أنشأ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومركز الحوار العالمي وجدد في مناهج التعليم الأزهري.
كما أسس بيت العائلة المصرية ليكون نموذجا للتآخي الإسلامي المسيحي في مصر والعالم العربي.
في المحافل الدولية كان دائمًا وجهًا مشرفًا لمصر، وصوتًا عقلانيًا حكيمًا في وجه التشدد.
وقد نال عدة أوسمة وجوائز من مختلف دول العالم تقديرا لدوره الريادي في تجديد الفكر الإسلامي.
لكن جائزة تايلاند جاءت اليوم لتؤكد أن صدى صوته وصل أقاصي الشرق وأعماق آسيا.
الجائزة تُعد الأرفع في العالم الإسلامي بتايلاند، وتُمنح بعد ترشيحات دقيقة ومداولات مطولة.
وتم الإعلان عنها هذا العام وسط احتفال كبير في العاصمة بانكوك حضره علماء دين ومفكرون.
وقد أُرسلت رسالة تهنئة رسمية من المجلس الأعلى الإسلامي التايلاندي إلى مشيخة الأزهر بالقاهرة.
وأشادت الرسالة بقيادة الإمام الطيب في مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز الأخوة الإنسانية.
جدير بالذكر أن الإمام الطيب وقّع وثيقة “الأخوة الإنسانية” مع بابا الفاتيكان في واحدة من أهم محطات التقارب بين الأديان.
كما شارك في قمم عالمية دعا فيها إلى العدالة والرحمة وإنصاف المظلومين، ورفض التحيز والكراهية.
وقد علّق متحدث الأزهر قائلا إن هذه الجائزة “وسام على صدر كل أزهري وكل مصري”.
وأضاف أن “الأزهر سيبقى منارة للعلم والوعي في كل مكان”.
في حين انهالت التهاني على الإمام من داخل مصر وخارجها من رؤساء ووزراء ومثقفين وإعلاميين.
وأكد الكثير منهم أن هذا الفوز “فوز للفكر المعتدل، ولنهج الأزهر في التربية والبيان”.
وتبقى كلمات الإمام الطيب في خطاب سابق شاهدة “نحن دعاة سلام لا دعاة حرب… دعاة بناء لا دعاة هدم”.
التحية والتقدير للشيخ الجليل فارس محراب الدعوة الذي جمع هيبة العلم ورقة الخُلق وسداد الرؤية.
والتهنئة موصولة لكل أبناء الأزهر هذا الصرح الذي أنجب قائدا يستحق أن يكون “أفضل شخصية إسلامية في العالم”.
