كتب احمد عسله
في لحظة امتزجت فيها مشاعر الانتصار للحقيقة مع مرارة الألم والوجع خرج الأستاذ الدكتور جمال عنان عميد كلية العلوم بجامعة الزقازيق عن صمته للمرة الأولى بعد صدور بيان النيابة العامة الذي برّأه صراحة من أية مسؤولية جنائية أو سلوكية أو إدارية في حادث وفاة الطالبة روان ناصر الذي شغل الرأي العام وأشعل مواقع التواصل.
عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” كتب الدكتور عنان رسالة قصيرة في كلماتها لكنها عميقة في معناها ودلالاتها، حملت تمسكًا بالحق، وتأكيدًا على ثقة لا تهتز في مؤسسات الدولة وعلى رأسها النيابة العامة كما وجّه دعوة واضحة إلى الجميع بضرورة تحرّي الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الانجرار خلف الحملات الإلكترونية المغرضة التي حاصرته باتهامات ظالمة طوال فترة التحقيقات.
نص الرسالة المنشورة جاء كالتالي:
> “بسم الله الرحمن الرحيم
ببالغ السعادة تلقيت بيان النيابة بشأن التحقيقات في حادث مقتل الطالبة روان ناصر إثر سقوطها من أعلى مبنى بكلية العلوم – جامعة الزقازيق.
فعلى الجميع تحري الحقيقة والدقة في النشر، وعدم الانقياد خلف الشائعات.
والله الموفق والمستعان،
والشكر للنيابة لما تفعله لإجلاء الحقيقة والدفاع عن حقوق المواطنين أيًّا كان موقعهم.
استقيموا يرحمكم الله.”
واختتم الدكتور جمال عنان منشوره بآية قرآنية معبّرة قال فيها:
“وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”
ثم علّق قائلاً: “الحق بيظهر مهما طال الزمن، والباطل عمره ما بيصمد قدّامه.”
رد اعتبار ورفض للتشويه
رسالة الدكتور عنان لم تكن فقط إعلانا ببراءته بل كانت أيضا صرخة ضد حملات التشويه التي طالت سمعته ومكانته الأكاديمية والإنسانية ورفضا للظلم الإلكتروني الذي مارسته بعض الصفحات والمواقع دون دليل أو ضمير في وقت كانت فيه الحقيقة غائبة خلف ستار من التكهنات والتلفيقات.
لقد جاء بيان النيابة كاشفا قاطعا وفاصلا حين أكد بوضوح أن وفاة الطالبة “روان ناصر” جاءت نتيجة انتحار وأنه لا وجود لأي شبهة جنائية أو اعتداء بدني أو نفسي من أي جهة داخل الكلية كما أشار البيان إلى أن الطالبة كانت تعاني من أزمة نفسية وتتابع حالتها طبيا منذ فترة.
وقفة مع النفس ودرس للجميع
يأمل الدكتور عنان – كما ألمحت رسالته – أن تكون هذه الواقعة الأليمة درسا لنا جميعا: ألا نطلق الأحكام جزافا وألا نصدق كل ما يُنشر على منصات التواصل وألا نكون طرفا في حملة قد تدمّر سمعة شخص أو تُحرّف مسار قضية.
وفي صمت العلماء وبلاغة الأتقياء اختار الدكتور جمال عنان أن يرد على كل الاتهامات بـ”السكوت الحكيم” حتى صدور الحقيقة ثم خرج ليقول كلمته ويغلق باب الفتنة مرددا بثقة: “استقيموا… يرحمكم الله.”


