ترمب في قلب الخليج.. مليارات تُنثر كرامة تُدهس وتاريخ يفضح
مشهدٌ بلا كرامة
في زمن الانكسار العربي خرج علينا عرضٌ مسرحي باذخ، لا يشبه إلا الكوميديا السوداء. عرضٌ بطلُه ترمب، وجمهوره ملوك الرمال، وديكوره قصورٌ من ذهب، ورقصٌ على أنغام الدولار… لا كرامة فيه ولا سيادة. كانت مسرحية “البقر الحلوب” عنوانًا لواقعٍ لم يعد يخفى على أحد.
بلاط الانبطاح
في زيارات متتالية، ولقاءات مزركشة بالابتسامات والنفاق، شاهد العالم كيف انبطح زعماء الخليج، وهم يستقبلون ترمب بالولاء، ويغدقون عليه المليارات. مشاهد تهريجية لم يكن ينقصها سوى المهرجين الرسميين، وقد ارتدوا زي الأمراء… رقصوا، هلّلوا، بايعوا، وباعوا.
أصل الحكاية من نجد
لكي نفهم هذا الانبطاح، علينا أن نعود للتاريخ. إلى نجد، مهد الفتن ومولد مسيلمة الكذاب، حيث ادّعت القبائل النبوة، وحين رحل النبي الكريم ارتدّوا عن الإسلام وقتلوا عشرات الصحابة من حفظة القرآن. لم تكن نجد يومًا موطنَ إيمان صافٍ، بل كانت مركزًا للفتن كما أشار النبي الكريم:
“اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا… قالوا: وفي نجدنا؟ قال: من هناك يطلع قرن الشيطان.”
البقرة الحلوب تدرّ الدولار
ترمب لم يأتِ خفيًا، بل دخل كمنتصر. وصف الخليج بالبقرة الحلوب… “نحلبها متى شئنا، وإذا جفّ ضرعها نذبحها”. ومع ذلك صفقوا، وكأن الإهانة وسام، والاستعباد شرف. إنها عقلية التابع التي تعاني من عقدة سيدها، وتسعى لإرضائه بأي ثمن.
سقوط القناع… وسقوط الكرامة
العرب يُذبحون في فلسطين، وهم يغنون في بلاط ترمب. يُحاصر أهل غزة، وتُفتح قواعد الخليج لطائرات العدو. تُغلق أبواب العرب على أبناء جلدتهم، وتُفتح خزائنهم لحامي عروشهم من واشنطن. الكارثة أن هذا لم يعد سرًا… بل سياسة معتمدة، ومنهج دولة.
الوعي هو النجاة
ليست القضية في زيارة ترمب، ولا في أموال نُثرت، بل في نظامٍ كامل سقط قناعه. الوعي هو آخر سلاح، والتاريخ لا يرحم. من خان الأمس، لن يُنقذ الغد. ومن باع القضية، لا يستحق الاحترام… ولو لبس تاجًا من ألماس.
للتواصل:
الكاتب الصحفي/ أحمد عسله