كتب: أحمد عسله
أُسدل الستار رسميًا على مرحلة تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 بمحافظة الشرقية، بعد إغلاق اللجنة المختصة بمحكمة جنوب الزقازيق الابتدائية أبوابها في تمام الثانية ظهرًا، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من الترقب السياسي والمنافسات المنتظرة على الساحة.
🔶 ترشح مكثف… ومشهد انتخابي متنوع
شهدت محافظة الشرقية تقديم 25 مرشحًا فرديًا، ما بين حزبيين ومستقلين، في سباق يعكس تنوعًا سياسيًا لافتًا وتوازنات دقيقة بين القوى التقليدية والعناصر المستقلة الصاعدة، وسط تقديرات بأن بعض الدوائر قد تشهد معارك انتخابية حامية بين أبناء الحزب الواحد، أو بين قيادات حزبية ووجوه شبابية واعدة تسعى لكسر الاحتكار السياسي.
🔶 قائمة “من أجل مصر” تكتسح الشرق
على صعيد القوائم، تصدرت “القائمة الوطنية من أجل مصر” المشهد في الدائرة الثالثة “قطاع شرق الدلتا”، والتي تضم 7 محافظات هي: الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال وجنوب سيناء. وقد خُصص للشرقية 6 مرشحين ضمن القائمة، ينتمون لأحزاب “مستقبل وطن”، “الجبهة الوطنية”، “المصري الديمقراطي”، “الشعب الجمهوري”، و”حماة وطن”، مما يعكس حجم التوافق الحزبي داخل هذا التحالف الانتخابي العريض.
🔶 سباق حزبي محتدم على الفردي
أبرز الأحزاب المتنافسة على المقاعد الفردية كان حزب مستقبل وطن بـ5 مرشحين دفعة واحدة، يليه أحزاب “الوفد”، “مصر الحديثة”، “الاتحاد”، “الشعب الجمهوري”، و”المؤتمر” بعدد من الأسماء التي تمثل ثقلًا محليًا واضحًا، وسط حضور لافت لحزب “حماة وطن”.
🔶 المستقلون… كلمة السر في المرحلة القادمة
إلى جانب الأحزاب، تقدم 12 مرشحًا مستقلًا بأوراق ترشحهم، في محاولة لاقتناص فرصة وسط حالة تشبع حزبي يرى البعض أنها قد تصب في مصلحة المستقلين، خصوصًا من يحظون بقبول جماهيري وخبرة ميدانية في العمل العام.
🔶 مشهد انتخابي لا يخلو من الرسائل
إغلاق باب الترشح لا يعني نهاية الحراك، بل بدايته الحقيقية، إذ تشير أوساط مطلعة إلى أن هناك ترتيبات وتحالفات فرعية تُنسج في الخفاء، بهدف تجنب تفتيت الأصوات أو خلق توازنات محسوبة. كما أن انفراد قائمة واحدة بالتقدم في القطاع دون منافسة، يطرح تساؤلات حول آليات التوافق الحزبي وهل نحن أمام مشهد انتخابي شبه محسوم على صعيد القوائم؟ أم أن الأمور قد تأخذ منحى مختلفًا مع اقتراب موعد الاقتراع؟
🔶 الصورة الأكبر… والدلالة الرمزية
إغلاق باب الترشح ليس مجرد إجراء قانوني، بل لحظة رمزية تعبّر عن نهاية مرحلة وبدء أخرى أكثر حسمًا، وهي مرحلة اختبار النوايا والبرامج والتأثير الميداني. فالترشح وحده لا يكفي، والفيصل هو الشارع الذي سيختار من يراه أهلًا للتمثيل في مجلس يُفترض أن يلعب دورًا مهمًا في دعم الدولة وتشريع السياسات العليا.
🔶 المشهد في الشرقية بات الآن أكثر وضوحًا، لكنه أيضًا أكثر غموضًا من حيث النتائج المتوقعة، خاصة مع دخول عناصر جديدة وتحالفات محتملة. ومع قرب انطلاق الحملة الانتخابية رسميًا، تبدأ مرحلة الاختبار الحقيقي للمرشحين: من يمتلك الكفاءة والبرنامج والرؤية؟ ومن يستطيع كسب ثقة الشارع وسط زحام الشعارات؟