صوفي مجدي يعقوب.. القلب الذي ينبض من أجل العالم
كتب احمد عسله
في حياة العظماء، هناك دائمًا قصص لم تُحكَ، وأسماء لم تُذكر كثيرًا رغم تأثيرها العميق. وبينما يعرف العالم الدكتور مجدي يعقوب كأحد أعظم جراحي القلب، هناك قصة إنسانية تستحق التأمل، بطلتها ابنته صوفي يعقوب، التي لم تختر أن تكون امتدادًا لوالدها، لكنها اختارت أن تكون انعكاسًا لرسالته، بأسلوبها الخاص.
حينما رفضت “صوفي” السير على خطى والدها
كبرت “صوفي” في بيت تعلو فيه قيمة الطب كأعظم وسيلة لإنقاذ الأرواح، لكنها لم تكن ترى نفسها جراحة قلب. وحينما جاء وقت التخصص، كان من الطبيعي أن تُفتح أمامها أبواب جراحة القلب، لكنها رفضت. نظرت إلى والدها بحب وقالت:
“حضرتك مثلي الأعلى وأكتر إنسان ملهم شفته في حياتي.. بس أنا مش حابة أمراض القلب.. وعايزة مسار أنجح فيه لوحدي بعيد عنك.”
الطريق إلى مكافحة الأمراض المعدية
اختارت “صوفي” أن تسلك طريق الأمراض المعدية، حيث رأت أن هناك ملايين البشر الذين يُعانون بصمت من أمراض قاتلة دون أن يلتفت إليهم أحد. لم يكن قرارًا نظريًا، بل التزامًا حقيقيًا جعلها تترك لندن، وتسافر إلى المناطق الأكثر احتياجًا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، حتى استقرت في فيتنام.
حينما تحولت حمى الضنك إلى كارثة صحية عالمية، كانت “صوفي” من بين أبرز الأطباء الذين تصدوا للمرض. لم يكن الأمر مجرد وظيفة، بل معركة إنسانية ضد فيروس يهدد أكثر من 500 مليون شخص حول العالم.
“بنتك شغالة على نص مليار إنسان!”
رغم انشغالها المستمر، لم تفقد “صوفي” روحها المرحة، وكانت تمازح والدها قائلة:
“إنت بتعالج آلاف المرضى.. بس أنا بنتك شغالة على نص مليار إنسان!”
وكان والدها يبتسم، فخورًا بابنته التي لم تسلك طريقه، لكنها حملت نفس القيم العظيمة التي عاش من أجلها.
الإنسانية قبل أي شيء
ما يميز “صوفي” أنها لم تسعَ إلى الأضواء أو التكريمات، بل فضّلت أن تكون في الميدان، حيث المرضى الذين يحتاجونها. ترى الطب ليس كمهنة، بل كرسالة تتجاوز الحدود والجنسيات.
واليوم، رغم أن الإعلام لا يتحدث عنها كثيرًا، إلا أن بصمتها واضحة في حياة آلاف المرضى، الذين لم يعرفوا يومًا أنها ابنة “أسطورة الطب”، لكنهم عرفوا جيدًا أنها طبيبة حملت همّهم على عاتقها.. دون انتظار مقابل.