ماذا عن معادن الناس في المحن.. عندما تسقط الأقنعة وتظهر الحقائق بقلم احمد عسله
الحياة رحلة طويلة مليئة بالمفاجآت ولا يُكشف جوهر الإنسان إلا حينما تعصف به رياح المحن ففي الأوقات الصعبة تتساقط الأقنعة المصطنعة ويبرز الجوهر الحقيقي للناس بين من يبقى وفيًّا رغم العواصف ومن يتخلى عند أول اهتزاز.
إننا كثيرًا ما نمنح ثقتنا لمن لا يستحقها ونتعلق بأشخاص نظنهم ملاذًا آمنًا فإذا بالمحن تبرهن لنا أنهم مجرد سراب.وفي المقابل، قد نجد في الأوقات القاتمة أيادي غير متوقعة تمتد نحونا، تثبت أن هناك قلوبًا نقية لا تهزها العواصف ولا تغيرها تقلبات الحياة.
إن أصعب ما في التجارب القاسية ليس الألم الذي تسببه بل الخذلان الذي نشعر به من أشخاص كنا نعدهم أقرب إلينا من أنفسنا. لكنها رغم ذلك، تقدم لنا درسًا ثمينًا: لا نعتمد على الكلمات وحدها، بل على الأفعال، ولا نغتر بالمظاهر، بل نبحث عن الحقيقة.
من المؤلم أن ندرك أن بعض من كنا نعتقد أنهم سندٌ لنا لم يكونوا سوى عابري سبيل، لكن العزاء الحقيقي يكمن في أننا نخرج من هذه التجارب أقوى، وأكثر وعيًا بمن يستحق مكانه في حياتنا، ومن ينبغي أن نتركه حيث اختار أن يكون.
لا تجعل المحن تُحبطك بل اجعلها بوصلتك التي تدلك على القلوب الصادقة وكن على يقين أن الأزمات وإن كانت قاسية فهي فرصة لإعادة ترتيب دوائر العلاقات والإبقاء فقط على من أثبتوا أنهم يستحقون البقاء.