مصر وحماس ..مواجهة حاسمة بين المسؤولية والمقامرة بمصير غزة بقلم احمد عسله
في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة، استضافت القاهرة عدة لقاءات بين المخابرات المصرية وقيادات من حركة حماس، كان أبرزها اللقاء مع خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة. ركزت هذه الاجتماعات على مناقشة مقترحات مصرية لإدارة القطاع وتحقيق هدنة دائمة، بالإضافة إلى تسريع عملية إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية.
خلال هذه المباحثات، أكدت مصر على أهمية تعاون حماس مع المبادرات المطروحة، محذرة من أن عدم الاستجابة قد يؤدي إلى تصعيد خطير في الأوضاع. في المقابل، أبدى بعض قيادات حماس مواقف متشددة، معتبرين أن التضحيات المحتملة هي في سبيل القضية، مما أثار استياء الجانب المصري.
في هذا السياق، أثارت تصريحات أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، تساؤلات حول نوايا الحركة تجاه الجهود المصرية. فقد أشار في مقابلة مع وكالة فرانس برس إلى موقف سلبي من مقترح الهدنة، مما يتعارض مع تصريحات أخرى من داخل الحركة تبدي مرونة أكبر. هذا التباين في المواقف يعكس حالة من الارتباك داخل حماس، ويضع عقبات أمام تحقيق توافق فلسطيني داخلي يسهم في إنهاء معاناة سكان غزة.
مصر، بدورها، أكدت على التزامها بدعم الشعب الفلسطيني، لكنها شددت على ضرورة وجود شريك فلسطيني جاد يتعاون بإخلاص مع الجهود المبذولة. وفي ظل استمرار تعنت بعض قيادات حماس، حذرت القاهرة من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر بسبب مواقف غير مسؤولة.
إن الموقف المصري يعكس حرصًا حقيقيًا على حماية الشعب الفلسطيني من ويلات الحروب المتكررة، ويؤكد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيقة. وفي هذا الإطار، يبقى التعاون الصادق مع الجهود المصرية السبيل الأمثل لتجنيب غزة المزيد من المآسي وتحقيق مستقبل أفضل لأبنائها.