الصحفيون.. فرسان الكلمة ورسُل النبل في خدمة الوطن والمجتمع بقلم احمد عسله
العمل الصحفي رسالة قبل أن يكون مهنة، ومسؤولية قبل أن يكون مجرد وظيفة. في قلب هذه الرسالة، تأتي نقابة الصحفيين كمنارة تجمع أبناء المهنة، تحفظ حقوقهم، وتؤكد على قيم الحرية، المهنية، والاحترام المتبادل.
خلال الفترات الانتخابية، تظهر عظمة هذه المؤسسة القومية، حيث تستقبل النقابة جميع المرشحين بلا تمييز، فاتحةً أبوابها للجميع، محتفظةً بحيادها التام. الصحفيون، بحكم طبيعة عملهم، يلتقون كل المرشحين، يستمعون إليهم، يلتقطون الصور معهم، وينقلون رؤاهم إلى الرأي العام دون تحيز أو مجاملة. هذه هي عظمة المهنة، وهذا هو جوهر النقابة.
الصحفي.. صاحب رسالة إنسانية قبل أن يكون ناقلًا للخبر
الصحافة لم تكن يومًا مجرد مهنة محايدة تنقل الحدث فقط، بل هي صوت للناس، وضمير حيّ يعبر عن قضايا المجتمع، ويدافع عن حقوق البسطاء. الصحفي ابن مجتمعه، لا ينعزل عن همومه، بل يحملها على عاتقه، ويسخر قلمه لنقل مشكلات المواطنين، وطرح الحلول، وتسليط الضوء على ما يواجهه أبناء وطنه في مختلف القطاعات.
الصحفيون.. جنود في خدمة الوطن والمجتمع
لكل صحفي جذوره وانتماؤه لمحافظته أو قريته أو مدينته، لكنه لا يتوقف عند الحدود الجغرافية، بل يحمل هموم الوطن بأسره. كم من قضية كانت ستبقى في الظل لولا مجهودات الصحفيين الذين أوصلوها إلى المسؤولين؟ وكم من مشكلة فردية تحولت إلى قضية رأي عام بفضل إيمان الصحفيين بمسؤوليتهم تجاه المجتمع؟
دور الصحفي في دعم مجتمعه المحلي
بعيدًا عن القلم والورق، يظل الصحفي حاضرًا في كل ميدان، مشاركًا في دعم أهله وأبناء بلدته، سواء من خلال تسهيل حصولهم على حقوقهم المشروعة، أو لفت أنظار المسؤولين إلى قضاياهم، أو حتى في المبادرات الإنسانية التي يكون الصحفيون في مقدمة الداعمين لها. فهم لا يكتفون بدورهم المهني فقط، بل يمارسون دورًا مجتمعيًا لا يقل أهمية، حيث يكونون همزة الوصل بين الناس وأصحاب القرار.
الصحفي.. نموذج للنبل والشهامة والجدعنة
المهنية في الصحافة لا تعني الجفاء أو الانفصال عن الناس، بل على العكس، الصحفي الحقيقي هو الذي يتفاعل مع قضايا مجتمعه، بروح إنسانية راقية، ويدرك أن الكلمة قد تكون مفتاحًا لحل مشكلة، أو طوق نجاة لمظلوم، أو بريق أمل لمن يبحث عن فرصة. في الأزمات، تجد الصحفيين في الصفوف الأولى، لا يبحثون عن مجد شخصي، بل يؤدون دورهم بإخلاص، يرفعون الروح المعنوية، ويدعمون كل مبادرة تخدم المجتمع.
نقابة الصحفيين.. بيت الكلمة الحرة والموقف الشريف
الجميل في نقابتنا ليس فقط هذا الحياد الإيجابي، بل الروح التي تسود بين أعضائها. فهي ليست مجرد كيان إداري، بل بيت كبير يجمع بين جدرانه زملاء يجمعهم الحب، الاحترام، والمهنية. اللحمة القوية بين الصحفيين ليست مجرد شعارات، بل واقع يعيشه كل من انتمى لهذا الصرح العريق.
نقابتنا لم تكن يومًا مجرد مكان، بل كيان ينبض بالحياة، بالحرية، بالمحبة، بالنبل، والشهامة. ومن ينتمي إليها يدرك أنه جزء من كيان لا يقتصر دوره على الدفاع عن الحقوق، بل يمتد ليكون رمزًا للوعي، الفكر، والتنوير.
أنا فخور بانتمائي لهذه النقابة، وسعيد بكوني واحدًا من أبناء صاحبة الجلالة، زميلًا لصفوة المجتمع من أصحاب القلم الحر والكلمة الصادقة. ستظل نقابتنا دائمًا منارة للحريات، وعنوانًا للمهنية، وبيتًا لكل الصحفيين.