حينما يصبح الفن رسالة.. محمد رمضان ومهمة إسعاد البسطاء بقلم احمد عسله
لطالما تساءل كثيرون: ما دور الفن الحقيقي؟ هل هو مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، أم أنه يحمل رسالة إنسانية واجتماعية؟ في حالة محمد رمضان، كان الجدل حول دوره دائمًا حاضرًا، فقد اتهمه البعض بأنه قدّم صورة خاطئة عن المجتمع، بينما رأى آخرون أنه مجرد فنان يعكس الواقع كما هو، دون تجميل أو تزوير.
لكن بعيدًا عن كل هذا الجدل، جاء برنامجه الجديد ليقدم صورة مختلفة. لا مشاهد عنف، لا بلطجة، لا ترويج للمخدرات، فقط لحظات من السعادة الحقيقية التي يعيشها البسطاء عندما يجدون من يساعدهم في تحقيق أحلامهم الصغيرة.
في زمن أصبحت فيه الأخبار السيئة والضغوط الحياتية تملأ كل مكان، يأتي هذا النوع من البرامج ليعيد التوازن النفسي للمشاهدين. أن ترى رجلًا بسيطًا يحلم فقط بأن يتمكن من تجهيز ابنته للزواج، أو أمًا تتمنى أن توفر لأطفالها حياة كريمة، ثم تجد أن هناك من يحقق لهم هذا الحلم، هو أمر كافٍ لخلق حالة من التعاطف والأمل لدى الجمهور.
ما يميز البرنامج أيضًا هو حضور رمضان نفسه، حيث بدا أكثر بساطة وأقرب إلى الناس، بعيدًا عن الصورة النمطية التي قدمها في أعماله الفنية. ربما يرى البعض أن هذا مجرد “شو إعلامي”، وربما يكون كذلك بالفعل، لكن النتيجة النهائية تبقى الأهم: هناك من استفاد، وهناك من ابتسم، وهناك من شعر أن الحياة لا تزال تمنحه فرصة.
في النهاية قد يختلف الناس حول محمد رمضان، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أنه استطاع أن يُحدث تأثيرًا حقيقيًا، وأن يعيد للأذهان فكرة أن الفن يمكن أن يكون وسيلة لصنع الخير، وليس فقط وسيلة للجدل والإثارة. والسؤال الآن: هل يستمر في هذا الاتجاه، أم يعود مرة أخرى إلى أدوار الصدام والصراع؟ الجمهور هو من سيحدد.