رحل عن دنيانا فارس نبيل ورجل من طراز خاص الكابتن محروس عليوة ابن غزالة البار الذي لم يكن مجرد لاعب كرة قدم أو مدرب محنك بل كان أخا كبيرا وصديقا وفيا صاحب قلب طيب وروح نقية. كان أبا لكل شباب كرة القدم في قريتنا غزالة يعامل الجميع بمحبة واحتواء فلا عجب أن تفيض العيون بالدموع لفراقه وأن تحزن القلوب على رحيله في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان.
لقد كان الكابتن محروس عليوة رمزا للعطاء والتضحية ىمزا للطيابة والمحبة لم يقتصر حبه لوطنه على الكلمات بل سطر أروع ملاحم البطولة في حرب أكتوبر المجيدة،ط حيث وقع في الأسر لكنه ظل صامدا كالجبال لم ينطق بكلمة واحدة تمس الوطن ولم يرضخ للمحتل ليصبح نموذجا نادرا في الوفاء والانتماء. كان يتحدث بفخر عن خدمته العسكرية ويروي بطولاته بصدق وشغف وكأنها دروس في حب الوطن والتضحية من أجله.
لم يكن الراحل مجرد مدرب كرة قدم بل كان إنسانا جميلا في روحه وأخلاقه يجمع بين خفة الظل والحكمة العميقة يُلهم كل من حوله بكلماته وحكاياته ويترك بصمة في قلوب كل من تعامل معه. لم يكن محبا فقط للرياضة بل كان محبا لأهل الله والمتصوفين يعيش بروح مليئة بالسكينة والطمأنينة قريبا من الورع والخير وأهله.
لقد عانى الكابتن محروس من المرض في أيامه الأخيرة لكننا نوقن بأن الله تعالى سيجعله في ميزان حسناته ويمنّ عليه بالمغفرة والرحمة. فكم كان صبورا محتسبا، لا يشكو ولا يتذمر بل كان نموذجا للرضا والتسليم بقضاء الله.
إن عزاءنا الوحيد في هذا الرحيل المؤلم هو أن الموت حق وأن الدنيا دار فناء وأن الكابتن محروس ترك أثرا طيبا وسيرة عطرة ستظل محفورة في القلوب لقد كان وطنيًا مخلصا صديقًا وفيا ورجلا يحمل كل معاني النُبل والشرف وكان لنا عزومةةسنوية فى رمضان على كل انواع الاسماك لم يتمكن من تنفيذها لى انا والاستاذ محمد رفعت لطفى والاستاذ عبدالمنعم دسوقى والاستاذ السيد فتحى مناع والاستاذ ابراهيم العسيلى وحفيده لابنته الكابتن محمد احمد الزينى ..
نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يمنّ عليه برحمته الواسعة ويجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ونسأل الله أن يُلهمنا الصبر على فقدانه وأن يجعل مأواه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وداعا أيها البطل وداعا أيها الصديق وداعا أيها الأخ الحبيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.