كتب احمد عسله
وسط مئات النماذج المُكرَّمة سنويًا في احتفالات عيد العمال تظل هناك نماذج صامتة لا تصعد المنصات، لكنها تصعد كل يوم إلى قمة الشرف والعمل الشريف.
من قرية “غزالة” التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، يبرز اسم “عبده البوهى” كأحد رموز الكفاح الحقيقي حيث جمع بين الشهادة الجامعية والحرفة الأصيلة..
“عبده” شاب في الأربعينات من عمره حاصل على مؤهل جامعي من كلية نظرية لكنه رفض انتظار الوظيفة الحكومية وقرر أن يطرق باب الرزق بيده، فاختار السباكة وأبدع فيها حتى أصبح يُعرف بين أهل قريته بأنه “مستر عبده” صاحب الضمير الحي والإيد الذهب.
بابتسامة هادئة وأسلوب مهذب يدخل “عبده” كل بيت ليُنجز مهمته بحرفية ويغادر وقد ترك وراءه أثرًا طيبًا ليس فقط في صيانة مواسير أو إصلاح أعطال بل في النفوس التي عرفت قيمة الأمانة والإتقان.
ويُجمع أهالي القرية على أنه رمز من رموز الثقة، وشخصية يُضرب بها المثل فى الالتزام بل أن البعض يرى أن ما يفعله هذا الشاب أكثر نُبلًا من وظائف كثيرة لا تُثمر إلا الروتين.
وفي هذا الإطار يُطرح تساؤل مشروع:لماذا لا يشمل تكريم الدولة للعمال النماذج الحقيقية من أصحاب الحرف؟
أمثال “عبده البوهى” هم العمود الفقري للعمل في مصر وهم من يستحقون الدعم، والتقدير والإشارة إليهم كنماذج يُحتذى بها.
“عبده البوهى”.. خريج جامعة، وصنايعى شريف ومواطن صالح يجسد بشخصه قصة “المجد بالحرفة” و”الكرامة بالشغل”.