كتب احمد عسله
في لحظة فارقة بين الواجب الديني والمسؤولية الإنسانية تجلّت أسمى معاني الرحمة والمروءة داخل مسجد الحاجة آمنة بقرية صبيح التابعة لإدارة أوقاف ههيا بمحافظة الشرقية حيث بادر فضيلة الشيخ محمد خضر عبدالله إمام وخطيب المسجد بإنهاء خطبة الجمعة على الفور بعدما لاحظ سقوط أحد المصلين مغشيا عليه نتيجة هبوط مفاجئ…
لم يتردد فضيلة الإمام لحظة واحدة فنزل من على المنبر بسرعة متخذا القرار الأصوب إنسانيا ودينيا حيث قام برفقة عدد من المصلين بنقل المصاب إلى الغرفة الخاصة بالإمام داخل المسجد وتم تقديم الإسعافات الأولية له والتي ساعدت على استعادته لوعيه سريعا قبل أن يطمئن الإمام على حالته ويعود ليؤم الناس في الصلاة وسط حالة من التأثر والاحترام البالغ من جموع المصلين.
هذا التصرف النبيل لم يمر مرور الكرام فقد وجّه الدكتور محمد حامد وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية رسالة شكر وتقدير رسمية للإمام مشيدًا بما قام به من عمل إنساني راقٍ يعكس أخلاق الدعاة الحقيقيين الذين يجمعون بين الفقه بالحال وحكمة التصرف ورهافة الشعور.
قال وكيل الوزارة ان ما قام به فضيلة الشيخ محمد خضر لا يُعد فقط تصرفا موفقا بل رسالة بليغة للعالم أجمع بأن منابرنا لا تنفصل عن آلام الناس ولا همومهم وأن أئمتنا قادرون على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب وتقديم القدوة الحقيقية في تطبيق معاني الرحمة التي جاء بها الإسلام.
يقول عدد من المصلين بالمسجد “إحنا كنا قاعدين بنسمع الخطبة وفجأة سمعنا صوت شخص بيقع وناس بتقول ألحقوه الإمام نزل فورا لا تردد ولا ارتباك بس حكمة وإنسانية. اللي عمله الشيخ محمد فوق التقدير لأنه أنقذ روح واحترم الموقف وكمل صلاته بكل هدوء.
أضافوا الناس كلها خرجت من الصلاة النهاردة بقلب مليان رضا وإعجاب لأن اللي شفناه كان دعوة بالفعل مش بالكلام.
أكد الدكتور محمد حامد أن الوزارة تفتخر بوجود نماذج مشرّفة مثل فضيلة الإمام محمد خضر مشيرا إلى أن هذا الموقف الإنساني يجب أن يكون مصدر إلهام لكل من يعمل في الحقل الدعوي حيث لم يتردد الإمام لحظة في تقديم النجدة وقدم درسا عمليا في تقديم حياة الإنسان على الشكل والمظهر.
ختم وكيل الأوقاف تصريحه بالتأكيد على أن الوزارة مستمرة في دعم وتكريم كل من يثبت أن الخطابة ليست مجرد كلمات تُلقى بل رسالة حياة ومواقف تُترجم على أرض الواقع…
