كتب احمد عسله
رغم دخول غالبية قرى وعزب مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ضمن مبادرة “حياة كريمة”، ما زالت قرية السعدي تعيش خارج مظلة الأمل، حيث تتفاقم معاناة الأهالي يوماً بعد يوم بسبب عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي، مما دفعهم للاعتماد على الطرنشات البدائية التي أصبحت مصدر تهديد حقيقي لصحتهم ومنازلهم وحياتهم اليومية.
في قلب قرية السعدي، يروي الحاج فتحي الدبيكي بحزن: “بيوتنا بقت بتغرق من تحتنا، المياه الجوفية ارتفعت بشكل مخيف بسبب الطرنشات، وبدأنا نلاحظ شروخ في الحيطان وأساسات البيوت بتنهار واحدة ورا التانية.. كل نقلة مياه علشان الكسح بـ200 جنيه، وده مبلغ كبير علينا، خصوصاً وإحنا ناس بسيطة على باب الله”.
يقول” الدبيكي ” أن معاناة الأهالي لا تقتصر فقط على غياب مشروع الصرف الصحي، بل تمتد إلى تشتت تبعية القرية إدارياً، الأمر الذي زاد من تعقيد أوضاعهم وحرمانهم من العديد من الخدمات الأساسية. وأوضح قائلاً:”قرية السعدي منقسمة نصين في الخدمات والإدارة، جزء مننا تابع للوحدة المحلية بقرية الظواهرية، والجزء التاني تابع للوحدة المحلية بقرية سعود. والنص اللي تابع للظواهرية بيروح يتبع رئاسة مركز ومدينة منشأة أبو عمر، ودي بعيدة جداً عننا، ومفيش وسيلة مريحة نوصل بيها، وده بيصعّب علينا نقضي مصالحنا أو حتى نطالب بحقوقنا.
إحنا بنطمع وده مش طلب كبير إننا نكون كلنا تبع الوحدة المحلية بقرية سعود، لأنها الأقرب لينا جغرافياً، وتقدر توصل لنا الخدمات بسهولة.. غير كده هنفضل دايمًا في النص، لا في الحسابات ولا في الاهتمامات، وحقوقنا دايمًا بتضيع وسط التقسيم الإداري اللي ملوش لازمة”.
ويضيف المهندس محمد منصور : إحنا مش بنطلب المستحيل، إحنا بس عايزين نعيش في أمان ونشرب ميّة نظيفة دلوقتي ميّة المجاري بترجع تختلط بميّة الطلمبات الحبشية اللي بنشرب منها، وانتشرت الأمراض بين الأهالي، خصوصاً الأطفال.. كل يوم بتترمي ميّة الصرف في المجاري المائية، ما باليد حيلة، مفيش بديل، وده سبب لنا مشاكل صحية وبيئية كتيرة، والمصيبة إن المواشي اللي بنربيها بتشرب من نفس الميّة دي علاوة علي انتشار أمراض الفشل الكلوي مما يجعل الدولة تتكلف فاتورة علاجهم.
ويشير أحمد الطاهر ومحمد عبد الكريم فياض الطحاوي إلى أن الوضع الحالي لم يعد يُحتمل: كأننا عايشين في قنبلة موقوتة، منازل مهددة بالانهيار، وأمراض بتنتشر، ومفيش أي استجابة من المسؤولين، رغم إن كل القرى اللي حوالينا دخلها مشروع الصرف ضمن حياة كريمة.
ويختتم محمود منصور سلام ومحمد عبد الجواد الدبيكي : بنناشد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، ييجي يشوف الوضع على الطبيعة، ويقف بنفسه على معاناتنا، يمكن وقتها يبقى في أمل لحل الأزمة دي وانا ببيع بيتي بسبب ارتفاع منسوب المياة الجوفية وعدم وجود مشروع الصرف، الصحي وانا بنزح بيتي كل ثلاثة ايام بواسطة جرارات الكسح مما ارهقني ماديا.
ورغم الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين جودة الحياة في الريف المصري، تبقى قرية السعدي مثالًا حيًا على القرى التي تنتظر دورها في قطار التنمية.. فبعد أن شملت مبادرة “حياة كريمة” غالبية قرى وعزب مركز الحسينية، يترقب أهالي السعدي تدخلًا عاجلًا ينقذ ما يمكن إنقاذه من منازلهم، ويعيد إليهم حقهم في بيئة نظيفة وصحية، تحفظ كرامتهم وحياتهم.


