صوفي مجدي يعقوب.. عندما يسري النُبل في العروق





كتب احمد عسله
حينما يُذكر اسم مجدي يعقوب، يقفز إلى الذهن فورًا رجل أعاد نبض الحياة إلى قلوب لا حصر لها. لكن خلف هذه الأسطورة، هناك قصة أخرى لا تقل إلهامًا، بطلتها ابنته صوفي يعقوب، التي اختارت طريقًا مختلفًا، لكنها حملت في قلبها ذات الرسالة: إنقاذ الأرواح، أينما كانوا، وأيًا كانت معاناتهم.
رغم نشأتها في كنف واحد من أعظم جراحي القلب، لم تتبع صوفي خطاه، بل رسمت مسارها الخاص في مجال الأمراض المعدية، إدراكًا منها أن الأوبئة تؤثر على الفئات الأكثر ضعفًا في العالم. ورغم معارضة والديها في البداية لدخولها عالم الطب، أصرّت على تحقيق حلمها، وسافرت للعمل في المناطق الفقيرة بإفريقيا وآسيا، حتى استقرت في فيتنام، حيث أصبحت من أبرز الأطباء في مواجهة حمى الضنك، المرض الذي يهدد حياة 500 مليون إنسان سنويًا.
كانت تمزح مع والدها قائلة: “إنت بتعالج آلاف المرضى.. بس أنا بنتك شغالة على نص مليار إنسان!”، لكنها لم تكن مجرد مزحة، بل حقيقة تعكس رسالتها النبيلة. اليوم، ورغم بعدها عن الأضواء، تواصل “صوفي” مسيرتها بعيدًا عن الشهرة، لتكتب فصلًا جديدًا من الإنسانية على طريقتها الخاصة.