العزاء ليس سوقًا للمزايدة في الوعظ بقلم احمد عسله
العزاء هو لحظة إنسانية خالصة، يلتقي فيها الناس لمواساة أهل الفقيد والتعبير عن مشاعرهم الصادقة لكنه في كثير من الأحيان يتحول إلى منبر للخطابة حيث يستغل بعض الوعاظ الفرصة لإلقاء المواعظ وكأن الحضور مجموعة من التلاميذ في درس ديني.
لماذا يحدث هذا؟
بعض الخطباء يعتقدون أن هذه فرصة ذهبية لنقل رسالتهم الدينية، متجاهلين أن لكل مقام مقالًا. ليس كل مكان يصلح للخطبة، وليس كل وقت مناسبًا للموعظة، فالأصل في العزاء هو التخفيف عن المصاب، لا زيادته همًّا.
كيف يجب أن يكون العزاء؟
الحضور بغرض المواساة لا فرض الخطاب.
احترام خصوصية أهل الفقيد ومشاعرهم.
عدم تحويل الموقف إلى فرصة للاستعراض أو الجدال.
استخدام العبارات الطيبة التي تواسي بدلاً من إثقال النفس بالكلام القاسي.
العزاء ليس ساحة للجدال الديني ولا منبرًا للوعظ القسري من أراد أن يعظ، فليعظ بالقدوة الحسنة، لا بالكلمات التي تفقد تأثيرها لأنها جاءت في غير محلها…