آه من الوجع تلك الآه التي تخرج من الأعماق بلا إذن تحمل معها كل ما لا يُقال كل ما اختبأ في زوايا القلب ولم يجد مفرا إلا في زفرة متألمة. الوجع ليس مجرد إحساس عابر بل هو حالة تتغلغل في الروح تأكل من صبر الإنسان وتجعله يتساءل: هل للألم نهاية؟
الوجع.. حين يصبح رفيقًا
هناك وجع يأتي كضيف ثقيل يطرق الباب فجأة ويرحل بعد وقت قصير وهناك وجع آخر يستوطن القلب يتجذر في الأعماق فلا يترك صاحبه إلا بعد أن يغيّره تماما. قد يكون وجع الخذلان، الفقد، الوحدة، أو حتى الوجع الذي لا تعرف له سببا لكنه يثقل كاهلك ويجعل كل شيء يبدو بلا طعم.
آه من وجع الخذلان
حين تعطي بلا حساب وتضع ثقتك في أشخاص تظنهم ملاذًا ثم تكتشف أنهم أول من تركوك عند أول اختبار. هذا الوجع يشبه طعنة غير متوقعة تأتي من حيث لا تحتسب فتُحدث جرحا لا يندمل بسهولة.
آه من وجع الفقد
لا شيء أقسى من أن تستيقظ يوما لتجد من تحب قد غاب بلا رجعة. سواء كان فقدا بالموت أو ببعد لا عودة فيه يبقى الفراغ الذي يتركه الراحلون أكبر مما نستطيع احتماله.
آه من وجع الوحدة
أن تكون بين الناس تبتسم، تتحدث، لكن داخلك صحراء قاحلة، لا أحد يفهمك، لا أحد يسمع صمتك قبل كلماتك. هذا النوع من الوجع يقتل ببطء يجعل الأيام تمر بلا معنى وكأنك جسد يتحرك بلا روح.
كيف نواجه الوجع؟
لا تقاومه.. افهمه: الوجع رسالة أحيانًا يكون إنذارا لنتوقف ونعيد حساباتنا وأحيانا يكون درسًا نحتاجه.
ابحث عن متنفس: البعض يكتب، البعض يرسم، وآخرون يصرخون في فراغ الغرفة. لا تكبت وجعك، دعه يخرج بأي طريقة تجعلك تشعر بالراحة.
لا تكن أسيرًا له: مهما كان الألم قويًا فهو ليس أبديًا. هناك دوما لحظة يأتي فيها ضوء جديد، حتى لو لم يكن واضحا الآن.
الوجع لا يعني النهاية
آه من الوجع لكنها ليست النهاية. في عمق الألم، هناك بذرة لقوة جديدة. الوجع قد يضعفك لحظة، لكنه أيضًا يصنع منك شخصًا أكثر صلابة، أكثر فهمًا، وأكثر تقديرًا للحياة عندما تأتي بلحظاتها الجميلة من جديد.