في زمن تبحث فيه الدول عن رموز تجمع بين العلم والحكمة، وبين الرؤية والعمل، وبين النزاهة والقدرة يبرز اسم الأستاذ الدكتور ممدوح مصطفى سيد أحمد غراب كأحد أبرز هؤلاء، ممن تركوا أثرًا عميقًا في تطوير منظومة التعليم والدواء والإدارة المحلية في مصر.
رجلٌ لا يُختزل في لقب، ولا يُحدّ في موقع. من معامل الصيدلة إلى رئاسة الجامعات ومن لجان تطوير الدولة إلى مواقع المسؤولية التنفيذية الكبرى، شق الدكتور ممدوح غراب طريقه برؤية علمية صارمة، وأداء ميداني يُحتذى.
الرحلة العلمية…تأسيس راسخ وامتداد عالمي
يحمل الدكتور ممدوح غراب درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلية من كلية الصيدلة – جامعة القاهرة عام 1994 بعد أن حصل على الماجستير والبكالوريوس من ذات الكلية العريقة.
ولم تكن محطاته العلمية محلية فحسب، بل امتدت إلى الخارج حيث شارك في بعثات ومهام بحثية متقدمة في جامعة يوتا الأمريكية وجامعة مونتريال الكندية، ما أكسبه آفاقًا عالمية، انعكست بوضوح على تطوير المناهج والبرامج الأكاديمية داخل الجامعات المصرية.
قائد أكاديمي.. بنّاء مؤسسات ومطور نظم
تقلّد الدكتور غراب عددًا من المناصب العلمية والإدارية الرفيعة، أبرزها:
رئيس جامعة قناة السويس (2014–2018)
نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث
عميد كلية الصيدلة
رئيس قسم الصيدلانيات
وكان له دور محوري في تأسيس وتطوير برامج أكاديمية ومشروعات تعليمية كبرى، منها مشروع تمبس الأوروبي، وبرامج الجودة والاعتماد (CIQAP وQAAP)، ودمج آليات التقييم الدولي في البيئة الأكاديمية المحلية.
عطاء بحثي وطني لا يقف عند الأرقام
بأكثر من 90 بحثًا منشورًا في مجلات ومؤتمرات علمية وإشرافه على 40 رسالة ماجستير ودكتوراه، يُعد د. ممدوح غراب من أبرز الأسماء الفاعلة في مجاله. وقد تُوّج عطاؤه العلمي بـ:
جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية (2003)
الميدالية التقديرية من نقابة الصيادلة (2004)
براءتي اختراع، وثلاثة طلبات أخرى قيد التسجيل
هذا إلى جانب دوره البارز في تحكيم المشروعات العلمية والابتكارات والمشاركة في لجان التقييم المحلية والدولية، بما يعكس ثقة المجتمع العلمي في كفاءته ونزاهته
محافظ الشرقية.. النموذج التنفيذي للعلماء في الحكم
منذ توليه منصب محافظ الشرقية في سبتمبر 2018 أثبت الدكتور ممدوح غراب أن العلم حين يُمسك بزمام الإدارة تتحقق نتائج ملموسة.
قاد واحدة من أكبر محافظات الجمهورية برؤية تنموية شاملة قائمة على تحسين جودة الحياة وتمكين الكفاءات ودعم التعليم الفني والصحي وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد في انسجام تام مع خطط الدولة نحو بناء الجمهورية الجديدة.
أدوار وطنية وتشريعية تكمّل المسيرة
بعيدًا عن الإدارة المحلية كانت له بصمات في:
إعداد الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم الصيدلي
صياغة خطط مكافحة الفساد في المؤسسات التعليمية
تطوير منظومة البحث العلمي والصحة العامة
عضوية اللجان القومية العليا المعنية بصناعة الدواء والتعليم
وبذلك يجمع بين العلم التنفيذي، والرؤية الشاملة، والصوت الوطني القوي داخل مؤسسات الدولة.
سمات شخصية وإنسانية لا تقل أهمية
من يتعامل مع الدكتور ممدوح غراب، يلحظ بسهولة أنه:
صاحب خلق رفيع، وضمير حي
هادئ في اتخاذ القرار، صلب في تنفيذه
يعمل بصمت ويتحدث بالأفعال لا بالشعارات
لا يتورع عن قول كلمة الحق، ولا يتردد في دعم المتميزين
يُجيد فن القيادة بالمشاركة، ويزرع الثقة حيثما ذهب حتى بات مثالًا يُحتذى به في تداخل العلمي بالإنساني، والوظيفي بالوطني
في ختام المسيرة الممتدة
الأستاذ الدكتور ممدوح غراب ليس فقط ضمن قائمة “Top 10” لأهم الرموز الوطنية الداعمة للقطاع الصيدلي والحكومي، بل هو قدوة عملية تُجسّد تطلعات الدولة المصرية نحو عالم جديد من الكفاءة والنزاهة والتطوير الشامل.
هو بحق واجهة مشرفة للعلم في زمن التحديات وركن أصيل من أركان بناء مصر الحديثة.