كتب احمد عسله
في مشهد مشرف يُجسد أسمى معاني الانتماء والوفاء شهدت قرية “الشبانات” التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية مبادرة شبابية رائدة تمثلت في أعمال ترميم وإصلاح شاملة لتندات المقابر نفذها مجموعة من شباب القرية المحترمين بقيادة الأستاذ حسن أحمد حسن أحد أبناء القرية المخلصين الذين لطالما قدموا نموذجا عمليا في العمل التطوعي والخدمي بعيدا عن أي مصالح أو حسابات انتخابية.
شملت الأعمال التي تم الانتهاء منها مؤخرا ترميم التندات المتهالكة دهان الكراسي الموجودة بها تسوية الأرضية وفرشها برمال حمراء تركيب صاج جديد بديلا عن المتهالك إصلاح الجزء الأمامي من التندة من جهة ماكينة الرفع وأخيرا تركيب صاج الأدعية على الواجهة ليبدو المكان أكثر تنظيما ووقارا بما يليق بحرمة الموتى وراحة زوارهم من أهل القرية.
أكد القائمون على المبادرة في بيان واضح للرأي العام منشور على الفيس بوك أن هذا الجهد الخالص لم يُموّل من أي طرف خارجي ولم تُجمع له أي تبرعات حيث تم تنفيذه بالكامل من تضافر جهود أبناء القرية أنفسهم ماديا ومعنويا،
دون أن يكون لأحد فضل فيه سوى النية الخالصة والعمل الجماعي المخلص.
شددوا على أنه لا علاقة لهذا العمل بأي مرشح أو طامح سياسي حاليا أو مستقبلا كما لن يُستخدم أبدا كورقة دعائية لصالح أي شخص.
قال المستشار أكرم سعد النجار أحد أبناء القرية الذين يواكبون هذا العمل منذ انطلاقه “لقد قدم شباب قريتنا القدوة في العمل العام النظيف حيث اجتمعوا على كلمة واحدة وهي أن المقابر مسؤولية مجتمعية وأمانة في أعناقنا وقد كان هدفهم الوحيد هو وجه الله ورضا أهل البلدة الذين نعيش بينهم وتربينا في كنفهم”.
أعرب أهالي القرية عن فخرهم الشديد بهؤلاء الشباب الذين بادروا بالفعل قبل القول وسعوا لإصلاح ما تهالك من المرافق العامة داخل المقابر ولم ينتظروا دعما أو تصفيقا من أحد بل اكتفوا بدعوة صادقة من القلوب أو كلمة طيبة تُعين على الاستمرار.
أضاف القائمون على الحملة “من أراد أن يشارك معنويا فمرحبا به أما من يتحدث عن تبرعات أو نسب فضل أو مجد لنفسه فليعلم أن العمل قد انتهى بالفعل وكان لله خالصا ثم لأهل قريتنا المحترمين دون فضل لأحد على أحد”.
تُعد هذه المبادرة نموذجا يُحتذى في العمل المجتمعي المحلي وتؤكد أن الخير لا يحتاج ضجيجا وأن شباب مصر في القرى والنجوع قادرون على صناعة الفرق إذا ما تحركوا بإخلاص وصدق نية.
من المنتظر أن تشهد المرحلة القادمة عددا من المبادرات الأخرى في القرية تتعلق بتجميل المداخل وتطوير بعض الخدمات العامة في ظل هذه الروح الجديدة التي بثها الشباب بين أهالي “الشبانات”.






















